توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنهم يفضلونها إلكترونية

  مصر اليوم -

إنهم يفضلونها إلكترونية

بقلم -د. محمود خليل

شأن الوضع داخل كل المجتمعات المعاصرة.. يشكل جيل الألفية (الجيل زد) الكتلة السكانية الحرجة داخل المجتمع المصرى.

تقول الإحصاءات إن عدد المصريين فى المرحلة العمرية من 18 - 29 عاماً يزيد عددها على 21 مليون نسمة، ويقتربون فى نسبتهم -قياساً إلى إجمالى عدد السكان- من نسبتهم المثيلة فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأغلب أبناء جيل الألفية من المصريين كانوا أطفالاً خلال العقد الأول من الألفينات، وحتى بداية العقد الثانى عام 2011.فى عالم الاقتصاد يجتهد رجال الأعمال وأصحاب المشروعات فى فهم التركيبة النفسية والاجتماعية لجيل الألفية، والدوافع التى تحكم سلوكهم الشرائى والاستهلاكى، انطلاقاً من أنهم يشكلون الكتلة الأكبر الأميل للاستهلاك، لكنك لا تجد اجتهاداً مماثلاً على مستوى السياسة.فرجال السياسة والزعماء الحزبيون لا يولون هذا الجيل ما يستحقه من اهتمام.

قد يكون مبررهم فى ذلك عدم وجود ميول واضحة لدى أفراد جيل الألفية للانخراط فى العمل السياسى والانضمام إلى الأحزاب أو الكتل السياسية، خلافاً للأجيال السابقة لهم، يُضاف إلى ذلك أن انشغالهم بالأمور المعيشية والأوضاع الاقتصادية التى يعيشون فيها، كثيراً ما يصرفهم عن التفاعل مع المسائل السياسية ليركزوا بشكل كامل فى طموحاتهم على مستوى الكارير، أو توفير الدخل القادر على سد احتياجاتهم.

على المستوى الأول المتعلق برفض أو تحفّظ جيل الألفية على مسألة الانخراط فى أحزاب أو كتل أو تنظيمات سياسية من المهم الالتفات إلى أن عزوف أفراد هذا الجيل عن العمل الحزبى التنظيمى، لا يعنى بحال «عدم التحزّب».

فأسهل شىء بالنسبة لأفراد هذا الجيل هو الانقسام إلى حزبين فى مواجهة الأحداث المختلفة التى تتفاعل داخل عالمهم الافتراضى الذى ينقل صوراً مرسومة -وقد لا نبالغ إذا قلنا متخيلة- للواقع الحقيقى. يظهر ذلك واضحاً فى الانقسام السائد داخل التريندات التى تروج على مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى كل الأحوال لا يتمتع أفراد هذا الجيل بالدرجة المطلوبة من الثبات على المواقف، إذ قد تجده يشجع اليوم طرفاً فى «تريند»، ويشجع فى الغد طرفاً آخر فى مواجهة «تريند» نقيض. فقدرة هذا الجيل على التحرك من صف إلى صف أو من تحيز إلى آخر أكثر مرونة، مما كانت عليه الأجيال السابقة.

جيل الألفية يمارس السياسة داخل العالم الافتراضى بالأساس، وهو ينفعل بتوجّهات الجروب المندمج فيه عبر مواقع التواصل أكثر مما يتأثر بالأحزاب وفكر الأحزاب والقوى التى تسيطر على السلطة أو القوى النقيضة التى تعارضها، كما أن شيوع فكرة التصويت الإلكترونى -فى مجتمع مثل المجتمع الأمريكى- باتت تبرر له الممارسة الافتراضية للسياسة، بعد أن باتت العملية السياسية تمارس برمتها داخل عالم الإنترنت، إنه لم يعد يتأثر بالطابور الذى يقف أمام لجنة انتخابية، أو يذهب إلى اللجنة مدفوعاً بتعبئة تنظيمية للتصويت فى اتجاه معين، بل يتأثر بالجروب والتريند.

فهاتان هما الأداتان الأساسيتان لتحريك أفرد جيل الألفية على المستوى السياسى.لو راجعت على سبيل المثال أرقام مشاركة جيل الألفية فى الانتخابات التى شهدتها مصر، بعد بلوغهم سن التصويت، ستلاحظ مدى ضعف نسبتهم، والسبب فى ذلك عدم تناغم فكرة اللجنة التقليدية مع أفراد الجيل، إنهم يفضلونها إلكترونية.. وظنى أن ارتفاع معدلات التصويت الإلكترونى فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة جوهره دخول أفراد جيل الألفية إلى ساحة التأثير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يفضلونها إلكترونية إنهم يفضلونها إلكترونية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon