توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنهم يفضلونها إلكترونية

  مصر اليوم -

إنهم يفضلونها إلكترونية

بقلم -د. محمود خليل

شأن الوضع داخل كل المجتمعات المعاصرة.. يشكل جيل الألفية (الجيل زد) الكتلة السكانية الحرجة داخل المجتمع المصرى.

تقول الإحصاءات إن عدد المصريين فى المرحلة العمرية من 18 - 29 عاماً يزيد عددها على 21 مليون نسمة، ويقتربون فى نسبتهم -قياساً إلى إجمالى عدد السكان- من نسبتهم المثيلة فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأغلب أبناء جيل الألفية من المصريين كانوا أطفالاً خلال العقد الأول من الألفينات، وحتى بداية العقد الثانى عام 2011.فى عالم الاقتصاد يجتهد رجال الأعمال وأصحاب المشروعات فى فهم التركيبة النفسية والاجتماعية لجيل الألفية، والدوافع التى تحكم سلوكهم الشرائى والاستهلاكى، انطلاقاً من أنهم يشكلون الكتلة الأكبر الأميل للاستهلاك، لكنك لا تجد اجتهاداً مماثلاً على مستوى السياسة.فرجال السياسة والزعماء الحزبيون لا يولون هذا الجيل ما يستحقه من اهتمام.

قد يكون مبررهم فى ذلك عدم وجود ميول واضحة لدى أفراد جيل الألفية للانخراط فى العمل السياسى والانضمام إلى الأحزاب أو الكتل السياسية، خلافاً للأجيال السابقة لهم، يُضاف إلى ذلك أن انشغالهم بالأمور المعيشية والأوضاع الاقتصادية التى يعيشون فيها، كثيراً ما يصرفهم عن التفاعل مع المسائل السياسية ليركزوا بشكل كامل فى طموحاتهم على مستوى الكارير، أو توفير الدخل القادر على سد احتياجاتهم.

على المستوى الأول المتعلق برفض أو تحفّظ جيل الألفية على مسألة الانخراط فى أحزاب أو كتل أو تنظيمات سياسية من المهم الالتفات إلى أن عزوف أفراد هذا الجيل عن العمل الحزبى التنظيمى، لا يعنى بحال «عدم التحزّب».

فأسهل شىء بالنسبة لأفراد هذا الجيل هو الانقسام إلى حزبين فى مواجهة الأحداث المختلفة التى تتفاعل داخل عالمهم الافتراضى الذى ينقل صوراً مرسومة -وقد لا نبالغ إذا قلنا متخيلة- للواقع الحقيقى. يظهر ذلك واضحاً فى الانقسام السائد داخل التريندات التى تروج على مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى كل الأحوال لا يتمتع أفراد هذا الجيل بالدرجة المطلوبة من الثبات على المواقف، إذ قد تجده يشجع اليوم طرفاً فى «تريند»، ويشجع فى الغد طرفاً آخر فى مواجهة «تريند» نقيض. فقدرة هذا الجيل على التحرك من صف إلى صف أو من تحيز إلى آخر أكثر مرونة، مما كانت عليه الأجيال السابقة.

جيل الألفية يمارس السياسة داخل العالم الافتراضى بالأساس، وهو ينفعل بتوجّهات الجروب المندمج فيه عبر مواقع التواصل أكثر مما يتأثر بالأحزاب وفكر الأحزاب والقوى التى تسيطر على السلطة أو القوى النقيضة التى تعارضها، كما أن شيوع فكرة التصويت الإلكترونى -فى مجتمع مثل المجتمع الأمريكى- باتت تبرر له الممارسة الافتراضية للسياسة، بعد أن باتت العملية السياسية تمارس برمتها داخل عالم الإنترنت، إنه لم يعد يتأثر بالطابور الذى يقف أمام لجنة انتخابية، أو يذهب إلى اللجنة مدفوعاً بتعبئة تنظيمية للتصويت فى اتجاه معين، بل يتأثر بالجروب والتريند.

فهاتان هما الأداتان الأساسيتان لتحريك أفرد جيل الألفية على المستوى السياسى.لو راجعت على سبيل المثال أرقام مشاركة جيل الألفية فى الانتخابات التى شهدتها مصر، بعد بلوغهم سن التصويت، ستلاحظ مدى ضعف نسبتهم، والسبب فى ذلك عدم تناغم فكرة اللجنة التقليدية مع أفراد الجيل، إنهم يفضلونها إلكترونية.. وظنى أن ارتفاع معدلات التصويت الإلكترونى فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة جوهره دخول أفراد جيل الألفية إلى ساحة التأثير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يفضلونها إلكترونية إنهم يفضلونها إلكترونية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon