توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيال والحقيقة

  مصر اليوم -

الخيال والحقيقة

بقلم - د. محمود خليل

خبر شديد الإثارة أعلنه الملياردير الأمريكى الشهير «إيلون ماسك»، عن زرع رقائق إلكترونية يمكن أن تعيد الحياة إلى الأعضاء المعطلة فى جسم الإنسان؛ فتبصر عين الكفيف، ويرتد السمع للأصم، والكلام للأبكم، والحركة لليد أو الساق الشلّاء.

المسألة تبدو كما يصفها «ماسك» أشبه بالمعجزة، لكنه عبر عن ثقته من أنه من الممكن استعادة وظائف الجسم بالكامل لشخص يعانى من قطع فى النخاع الشوكى.

المعجزات أو الأفعال الخارقة للعادة كانت حاضرة فى الكتب السماوية.

حدثنا القرآن الكريم عن قميص يوسف الذى ألقاه إخوته على وجه أبيهم فارتد بصيراً «اذْهَبُوا بِقَمِيصِى هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيراً».

وعلى لسان المسيح عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، وصف القرآن العديد من المعجزات التى أتى بها: «أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».

المؤمنون فى كل زمان ومكان يستقبلون هذه الأحاديث عن الأفعال الخارقة للعادة بعين إيمانهم، أما عقولهم فلا تتصورها، لأن العقل يطلب دائماً البرهان التجريبى أو الدليل الحسى. فى زمن المسيح أبصر بنو إسرائيل هذه المعجزات، فآمن بعضهم، ولم يؤمن أغلبهم.

أما من هم خارج زمان المسيح من المؤمنين، فمدار إيمانهم هو اليقين فى قدرة الله تعالى على إجراء المعجزات على يد أنبيائه.ولو أنك تتبعت شغف الإنسان بالمعجزات أو الأفعال الخارقة فستجده قديماً قدم الإنسان نفسه.

وتتعجب وأنت تقرأ واحداً من أخلد الآثار الأدبية الإنسانية مثل كتاب ألف ليلة وليلة، حين تلاحظ أن كل منجزات العلم المعاصر كانت أحلاماً وخيالات تتسكع فى عقل وأفئدة الأقدمين.

العفريت الطائر، القادر على نقل الإنسان من مكان إلى مكان فى غمضة عين، والبنورة المسحورة التى يستطيع صاحبها أن يتجاوز حدود المكان، فيبصر من خلالها أحداثاً تقع على بُعد آلاف الكيلومترات منه، والتنين العجيب القادر على كشف كذب أى شخص يزيف الواقع، فيهدده بالنهش، ويضطره إلى قول الحقيقة، والقدرة على الحديث بين شخصين يفصل بينهما آلاف الأميال.

هذه الحكايات وغيرها ترجمها العلم فى مخترعات ومنجزات، جعلت الأحلام التى هامت فوق سطور كتاب ألف ليلة وليلة واقعاً ملموساً، يعيشه الإنسان فى الطائرات والتليفزيون والتليفونات وأجهزة كشف الكذب وغير ذلك.ما زال فى جعبة العلم الكثير، وكل منجز علمى واقعى يبدأ خيالاً أو حلماً هائماً.. وكل شىء وارد فى هذه الحياة ما دام الإنسان يعمل ويجتهد.

والعصر الذى نعيش فيه يشهد ابتكارات تستوجب من أهله الالتفات إلى خط الصلة الذى يربط بين العقل البشرى عبر العصور.

فأى فكرة مهما كانت خياليتها هى قابلة للتطبيق بالاجتهاد العلمى.

والمنجز العلمى هو الخط المستقيم الذى يربط بين أقصر نقطتين: أولاهما نقطة الحلم بالشىء، والثانية نقطة تحقيقه وإنجازه على الأرض.. المهم الاجتهاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيال والحقيقة الخيال والحقيقة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon