توقيت القاهرة المحلي 08:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المؤمنون الأوائل

  مصر اليوم -

المؤمنون الأوائل

بقلم - د. محمود خليل

لو تأملنا تركيبة المؤمنين الأوائل الذين صدّقوا برسالة النبى، صلى الله عليه وسلم، فسوف نجد أن القاسم المشترك بين معظمهم هو الوعى بمفهوم النبوة وما يجب أن يتوافر فى النبى من خصال وسمات.

فأبو بكر الصديق كانت شخصية قريبة الشبه بالنبى فيما يتعلق بالميل إلى العزلة والتأمل وما يولده ذلك فى النفس من حكمة.

ومن المشهور عن هذا الصحابى الكريم أنه أنشأ فى داره ما يشبه الخلوة، كان يخلو إلى نفسه فيها قبل البعثة يتأمل فيها شئون الحياة، ويتعبّد فيها للواحد الأحد بعد إيمانه بالنبى.وبلال الحبشى هو ابن ثقافة دينية مسيحية وكانت أمه أميرة حبشية أسرها العرب بعد أن دحر الله حملة أبرهة على البيت الحرام، وصهيب بن سنان (الرومى) أقام بين الروم فترة وعاش الثقافة المسيحية فى أوساطهم، وسلمان الفارسى ابن حضارة، دأب قبل إسلامه على البحث عن حقيقة الدين، آمن بالمجوسية فترة من عمره، ثم انفلت منها وآمن بالمسيحية، وأخذ يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن كنيسة إلى كنيسة حتى سمع عن محمد صلى الله عليه وسلم فذهب إليه وآمن برسالته، وعمّار بن ياسر كان حكيماً بالفطرة واكتسب المزيد منها بالترحال.

تصورات هذه المجموعة من المؤمنين عن النبوة والنبى كانت مخالفة لما هو شائع لدى أهل مكة، فأهل مكة يريدون نبياً أسطورة صاحب خوارق ومعجزات قادرة على إدهاشهم، وليس إفهامهم المعنى الحقيقى للإيمان، فى حين علم هؤلاء المؤمنون الأوائل من ثقافتهم الدينية السابقة أن النبى بشر عادى يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق، والفارق بينه وبين غيره أن سيرته فى الحياة تشهد بالحكمة وأن الخبر يأتيه من السماء ليحمل رسالتها إلى العالم.

وأكثر ما كان يميز هذه المجموعة من المؤمنين الأوائل هو الصدق والإيمان: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».

وهما خصلتان مطلوبتان فى أية مسيرة نضالية تخوضها قلة ضد كثرة غالبة رافضة لفكرهم الإيمانى.

هذه القلة تكفى جداً لنُصرة فكرة أو قناعة، ولا يحتاج النبى الذى يقودها أكثر منها لنشر رسالته بين الناس، لذلك فقد خاطب القرآن الكريم محمداً بقوله تعالى: «يا أيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين».

قدّم المؤمنون الأوائل أرفع نماذج التضحية دفاعاً عن إيمانهم، وكل اسم من الأسماء التى ذكرتها لك كان له فضل كبير فى خدمة هذا الدين، فأبوبكر ضحَّى بكل ما يملك فى سبيل إيمانه، وبلال المؤذن تحول إلى أيقونة إيمانية بسبب ما تحمَّله من عذاب فى سبيل إيمانه تتعلم منها الأجيال المتتالية معنى الثبات على الموقف، وصهيب ترك كل ما يملك من مال فى سبيل إيمانه، وعمار بن ياسر ظل يقاتل ويناضل فى سبيل إيمانه حتى لقى وجه ربه شهيداً وهو شيخ طاعن فى السن، وسلمان الفارسى عاش عقلاً ناقداً يدافع عن قناعاته دون أن يخشى فى الله لومة لائمة.

صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، مثلوا ثمرة التربية المحمدية التى غرست فى نفوسهم الطيبة أجمل معانى الإيمان وأكملها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤمنون الأوائل المؤمنون الأوائل



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt