توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المؤمنون الأوائل

  مصر اليوم -

المؤمنون الأوائل

بقلم - د. محمود خليل

لو تأملنا تركيبة المؤمنين الأوائل الذين صدّقوا برسالة النبى، صلى الله عليه وسلم، فسوف نجد أن القاسم المشترك بين معظمهم هو الوعى بمفهوم النبوة وما يجب أن يتوافر فى النبى من خصال وسمات.

فأبو بكر الصديق كانت شخصية قريبة الشبه بالنبى فيما يتعلق بالميل إلى العزلة والتأمل وما يولده ذلك فى النفس من حكمة.

ومن المشهور عن هذا الصحابى الكريم أنه أنشأ فى داره ما يشبه الخلوة، كان يخلو إلى نفسه فيها قبل البعثة يتأمل فيها شئون الحياة، ويتعبّد فيها للواحد الأحد بعد إيمانه بالنبى.وبلال الحبشى هو ابن ثقافة دينية مسيحية وكانت أمه أميرة حبشية أسرها العرب بعد أن دحر الله حملة أبرهة على البيت الحرام، وصهيب بن سنان (الرومى) أقام بين الروم فترة وعاش الثقافة المسيحية فى أوساطهم، وسلمان الفارسى ابن حضارة، دأب قبل إسلامه على البحث عن حقيقة الدين، آمن بالمجوسية فترة من عمره، ثم انفلت منها وآمن بالمسيحية، وأخذ يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن كنيسة إلى كنيسة حتى سمع عن محمد صلى الله عليه وسلم فذهب إليه وآمن برسالته، وعمّار بن ياسر كان حكيماً بالفطرة واكتسب المزيد منها بالترحال.

تصورات هذه المجموعة من المؤمنين عن النبوة والنبى كانت مخالفة لما هو شائع لدى أهل مكة، فأهل مكة يريدون نبياً أسطورة صاحب خوارق ومعجزات قادرة على إدهاشهم، وليس إفهامهم المعنى الحقيقى للإيمان، فى حين علم هؤلاء المؤمنون الأوائل من ثقافتهم الدينية السابقة أن النبى بشر عادى يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق، والفارق بينه وبين غيره أن سيرته فى الحياة تشهد بالحكمة وأن الخبر يأتيه من السماء ليحمل رسالتها إلى العالم.

وأكثر ما كان يميز هذه المجموعة من المؤمنين الأوائل هو الصدق والإيمان: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».

وهما خصلتان مطلوبتان فى أية مسيرة نضالية تخوضها قلة ضد كثرة غالبة رافضة لفكرهم الإيمانى.

هذه القلة تكفى جداً لنُصرة فكرة أو قناعة، ولا يحتاج النبى الذى يقودها أكثر منها لنشر رسالته بين الناس، لذلك فقد خاطب القرآن الكريم محمداً بقوله تعالى: «يا أيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين».

قدّم المؤمنون الأوائل أرفع نماذج التضحية دفاعاً عن إيمانهم، وكل اسم من الأسماء التى ذكرتها لك كان له فضل كبير فى خدمة هذا الدين، فأبوبكر ضحَّى بكل ما يملك فى سبيل إيمانه، وبلال المؤذن تحول إلى أيقونة إيمانية بسبب ما تحمَّله من عذاب فى سبيل إيمانه تتعلم منها الأجيال المتتالية معنى الثبات على الموقف، وصهيب ترك كل ما يملك من مال فى سبيل إيمانه، وعمار بن ياسر ظل يقاتل ويناضل فى سبيل إيمانه حتى لقى وجه ربه شهيداً وهو شيخ طاعن فى السن، وسلمان الفارسى عاش عقلاً ناقداً يدافع عن قناعاته دون أن يخشى فى الله لومة لائمة.

صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، مثلوا ثمرة التربية المحمدية التى غرست فى نفوسهم الطيبة أجمل معانى الإيمان وأكملها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤمنون الأوائل المؤمنون الأوائل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon