توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أولاد «توفيق»

  مصر اليوم -

أولاد «توفيق»

بقلم - محمود خليل

.. و«توفيق» هذا، هو الخديو توفيق نجل الخديو إسماعيل الذى حكم مصر بعد نفى أبيه عام 1879، وفى عهده وقعت الثورة العرابية عام 1882، واحتل الإنجليز مصر.

ولدان من أبناء توفيق كانت لهما قصة عجيبة مع عرش الخديوية المصرية، أولهما هو الخديو عباس حلمى الثانى (النجل الأكبر لتوفيق)، وقد اعتلى السدة الخديوية بعد وفاة أبيه، وأظهر نوعاً من الرفض للإنجليز، ترجمه فيما بعد فى صورة تحدٍّ للسلطة الإنجليزية التى تحتل البلاد، ودعّم الحركة الوطنية التى قادها الزعيم مصطفى كامل المنادية بجلاء الاحتلال عن مصر، وبالغ فى التودد للمصريين والتقرب منهم فأحبوه، لكن حساباته السياسية خانته عام 1914، ففى اللحظة التى اندلعت فيها شرارة الحرب العالمية الأولى قرر الإنجليز الثأر منه ونفيه إلى خارج البلاد، وتولية عمه حسين كامل مكانه ليصبح سلطاناً على مصر، لكن أثر الرجل فى المصريين ظل باقياً رغم بعده عن البلاد، فقد أعجبوا بخديوهم الذى تحدى سلطة الإنجليز، خلافاً لأبيه الذى جاء بالإنجليز إلى مصر، وظل الأطفال فى الشوارع يرددون النداء له: «الله حى.. عباس جاى».

الابن الثانى هو الأمير محمد على توفيق، الشقيق الأصغر للخديو عباس حلمى، وقد كان حلم استعادة عرش حكم مصر يداعب خياله، منذ نفى أخيه خارج البلاد، ورأى أنه أحق الناس بالعرش، كان يعلم أن شقيقه «عباس» يشتاق إلى العودة إلى مصر واسترداد عرشه، لكنه اعتبر ذلك محض خيال أو شكلاً من أشكال أحلام اليقظة، فما ذهب لا يعود، راجع تجربة أخيه فى الحكم وخلص إلى أنه أخطأ فى حسبته السياسية، حين عادى الإنجليز وتلحّف بالشعب، وبعض رموز الحركة الوطنية بالبلاد. آمن بأن الإنجليز هم أصحاب الحل والعقد فوق تراب المحروسة، فهم الذين أطاحوا بـ«عباس» من سدة الخديوية -حين رفض الحماية الإنجليزية- وأجلسوا عمه مكانه.

اشتعلت أحاسيس الأمير محمد على توفيق بالآمال بعد وفاة عمه السلطان حسين كامل، ورفض نجله الأمير كمال الدين حسين وراثة العرش، وقال فى نفسه: «آن الأوان ليسترد أولاد توفيق الحكم من جديد»، لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفينة آماله، فقد قرر الإنجليز تولية أحمد فؤاد الأول السلطة خلفاً لحسين كامل، وأصبح الأمير المشتاق ولى عهد له.

لم يتخلّ الأمير محمد على عن الأمل، خصوصاً بعد تعثر «فؤاد» فى إنجاب ذكر يرث العرش من بعده، لكن سرعان ما تبخرت الآمال حين أنجب فؤاد ولده «فاروق»، ليتولى الحكم بعد وفاة أبيه عام 1936، ويصير الأمير محمد على من جديد ولياً لعرش الابن، بعد أن كان ولياً لعرش الأب. تنتعش آماله، وهو يلاحظ أن «فاروق» لا ينجب غير «البنات»، ويظل الحال كذلك، حتى يرزق الملك بولده الأول ووريث عرشه أحمد فؤاد الثانى، فتتبدد الآمال من جديد.

كان محمد على توفيق على استعداد لفعل أى شىء من أجل العرش. ارتمى بشكل كامل فى أحضان الإنجليز، وتأمّل لحظة حصار الإنجليز لقصر «فاروق» عام 1942 أن يطيحوا به كما أطاحوا من قبل بشقيقه «عباس» ليجلس مكانه، لكن الملك انصاع لأوامرهم، وفاتت الفرصة، ثم تحول العشم إلى وهم بعد أن أنجب «فاروق» ولداً، وما هى إلا شهور بعد هذا الحدث، حتى قامت ثورة يوليو 1952 لتطوى صفحة الملك والملكية فى مصر، وكان هذا الحدث بالنسبة للأمير محمد على إشارة إلى انتهاء التجربة، فرحل عن الحياة عام 1954.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولاد «توفيق» أولاد «توفيق»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon