توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أولاد «فرغلى»

  مصر اليوم -

أولاد «فرغلى»

بقلم - محمود خليل

على رأس أولاد «فرغلى»، يظهر محمد أحمد فرغلى، الملقب بملك القطن. ربما تكون قد قرأت عنه وعن عائلته التى كان لها الدور الأكبر فى إنعاش صناعة الغزل والنسيج بمصر ما قبل ثورة يوليو 1952 وحتى عام 1961، ومثّل أحد العناصر التى راهن عليها طلعت باشا حرب لبناء اقتصاد وطنى، يكون لرأس المال الفردى دور فيه، ما دام يلتزم بصالح الدولة. وبالإضافة إلى محمد أحمد فرغلى، كان هناك شقيقاه على أحمد فرغلى وعبدالعزيز أحمد فرغلى.

مثّلت شركة فرغلى للأقطان والأعمال المالية البذرة التى نمت حولها إمبراطورية «فرغلى»، ومن حولها تحلقت مجموعة من الشركات الأخرى التى امتلكتها العائلة، عمل بعضها فى مجال صناعة الأسمنت والتأمين والبنوك والزراعة وغير ذلك من مجالات عدَّدها الباحث أحمد محمد الغريب فى دراسة له عنوانها: «الدور الاقتصادى لمحمد أحمد فرغلى».

عام 1961 جرى على شركات عائلة فرغلى ما جرى على غيرها من شركات كبار رجال الأعمال فى مصر ما قبل ثورة يوليو، إذ تم تأميمها، كذلك حدث لمشروعات عبود باشا وأبورجيلة وفرغلى وغيرهم. ولا أجدنى بحاجة إلى الحكى حول ما آلت إليه أوضاع الشركات المملوكة لأفراد بعد التأميم، ومن بينها بالطبع شركات «ملك القطن»، إذ بدأت الشركة فى الخسارة، وعجز المسئولون الجدد عن إدارتها بشكل ناجح، ولم تجدِ معها نصائح محمد أحمد فرغلى الذى صعب على نفسه أن يجد شركته تتراجع بعد عام واحد من التأميم، فاقترح الحل على عبدالمنعم القيسونى، وزير الاقتصاد حينذاك.

كان «فرغلى» من صنف رجال الأعمال المستوعبين لدورهم الاجتماعى، فساهم بالعديد من التبرعات لفقراء أحياء القاهرة، بل وفقراء بعض الدول العربية، ويشير «الغريب» فى دراسته إلى أنه تبرع أيضاً للمجهود الحربى وأسر شهداء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وأنشأ وجدد عدة مستشفيات شهيرة بمدينة المحلة الكبرى، بالإضافة إلى تبرعات أخرى عديدة.

لا أستطيع أن أقرر على وجه الدقة هل كان المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة متأثراً برحلة نجاح محمد أحمد فرغلى وهو يرسم شخصية «سليم البدرى» فى مسلسل «ليالى الحلمية» أم لا، لكنْ ثمة ظلال من شخصية «فرغلى» تجدها فى «البدرى»، لكن إذا كانت رحلة «فرغلى» وأشقائه قد انتهت مع قرار التأميم عام 1961، فقد طور «عكاشة» شخصية «البدرى»، كصناعى كبير فى مصر الملكية تمكن من تطوير وتمديد مصنع النسيج الذى ورثه عن أبيه، واستطاع بمساعدة أولاده تحويله إلى إمبراطورية ظلت تعيد إنتاج نفسها عند الانتقال من عصر إلى عصر. عرف «البدرى» كيف يعبر بأمواله من رحلة التأميم، وترك الحكومة تستولى على المصنع، وهو واثق كل الثقة فى عدم نجاحها فى إدارته.

وفى السبعينات ومع الدخول إلى عصر الانفتاح، تدفقت أمواله المخبوءة بالخارج وشرع فى بناء إمبراطورية «البدرى» الكبرى، بالفكر الجديد لأولاده، لكن حلم إقامة مصنع جديد ظل يراود العجوز الكبير، ولم يفهم لحظتها أنه بات يفكر خارج الزمن. فالعصر الجديد لم يعد يحمل بشارة لصناعة النسيج، بل للمأكولات الاستهلاكية: اللبان والمقرمشات والعصائر والمعلبات، فانطفأ الحلم بداخله وظل كذلك حتى طواه النسيان، ثم الموت، تماماً مثلما انتهت رحلة «أولاد فرغلى» مع التحول من عصر زراعة وصناعة الغزل والنسيج إلى عصر «الفخفخينا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولاد «فرغلى» أولاد «فرغلى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon