توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاعب في سيرك

  مصر اليوم -

لاعب في سيرك

بقلم - د. محمود خليل

ابن آدم في زماننا هذا لازم يكون لاعب في سيرك.. ينط حين يريد الناس أن ينط.. يسير على الحبل إذا وجد متعتهم في ذلك.. ينكفيء على وجهه إذا كان ذلك يضحكهم.. هذا الزمن لا يحتاج إلى من يفهم.. بل إلى من يطيع.. ارتسمت صورة "سليم" والد "آدم الحفيد" وهو ينصحه بهذه العبارات.. قال لنفسه: متى أقوم وأجري وأعبث.. وأروح وأجىء وأنط.. ينظر إلى جده آدم ويسأل: متى يا جدي.. متى؟.. فيرد الجد: تنقضي الخطوة عندما يأذن الله بها.. وكل خطوة ويلزمها ألف سلامة.

كل خظوة ويلزمها ألف سلامة يا حسن.. أكثر عبارة كان يرددها والد الترجمان على مسامعه.. استجاب "الترجمان" لرأي زوجته والتقى عز الدين الألفي، وتقدم للعمل كمترجم فرنساوي في القلعة وقُبل.

وبدأ عمله بهمة وإخلاص كما تعود.. انضم إلى مجموعة العاملين في مشروع "إحصاء النفوس".

أراد الوالي أن يضبط عملية جمع الضرائب من السكان عن طريق الإحصاء الدقيق لسكان كل خط من خطط مصر.

اختير "الترجمان" ضمن أعضاء المشروع بحكم مهارته في الترجمة، حيث يشرف على المشروع خواجة فرنسي.. بالإضافة إلى اتقانه لقواعد الحساب والعد.

ها هو يتحرك مع فريق التعداد الذي يضم عدداً من البصاصين ومشايخ الحارات والكتبة ويتصدره المدير التركي "سليمان باشا" المسئول عن "قلم الإيرادات".. بالأمس لاحظ "الترجمان" أن الكتبة يهملون في قيد بعض البيوت ومن يوجد فيها من سكان.. لم يظن فيهم سوءاً.. "إن بعض الظن إثم".

الفريق اليوم في شارع النحاسين يواصل العمل.. يلاحظ أن الكتبة يتعمدون إهمال تسجيل بعض البيوت والأسر.. يدرك أن المسألة ليست إهمال.. يذهب إلى أحدهم ويقول له:

- الترجمان: لقد نسيت أن تسجل ثلاثة أسر داخل هذا البيت.

- الكاتب: كله مسجل.. دعك مني.

- الترجمان (بصوت مرتفع) : لقد أهلمت أسرتين أخريين في البيت المجاور له.. ما مقصودك بالضبط؟يجري على "الترجمان" أحد مشايخ الحارات ويقول له:

- شيخ الحارة: هدّي خلقك يا حسن أفندي.. الكتبة يقومون بواجبهم على أكمل وجه.

يشعر حسن أن ثمة تواطؤ لابد من إبلاغ البصاصين عنه.. يبلغ أحدهم فيتركه وكأنه لم يسمعه.. فجأة يجد المدير التركي "سليمان باشا" فوق رأسه يعنفه قائلاً:

- المدير التركي: عرب لار.. ما شأنك بالأمر؟.. افعل ما يطلب منك وفقط.

- الترجمان: لكنهم يسرقون!.

- المدير التركي: أنا المسئول هنا وليس أنت عرب لار.ينتحي "الترجمان" جانباً" ويشعر أن ثمة تواطؤاً بين الكتبة ومشايخ الحارات والبصاصين والمدير التركي لاستبعاد بيوت أو أسر معينة، ليتم جمع "الفرض" منها بعيداً عن الوالي.. يقف ساهماً لا يدري ما يفعل.. ولا ينتبه إلا والخواجة الفرنساوي، وكان بعيداً عن المشهد، يضع يده على كتفه.. يسأله عن الأمر.. فيخبره بما حدث.. ينصحه الخواجة بتقديم عرضحال في القلعة وسوف يعرض على الوالي وينزل بهم أشد العقاب.

- الشاب (ضاحكاً): مؤكد أن "جدي حسن" عمل فيها "أبو علي" وكتب العرضحال.

- الشيخ: وماذا يفعل رجل يخاف يوم الحساب؟.

- الشاب: لو لحق أبي "سليم" واستمع إليه لتعامل مع الأمر بشكل بهلواني حلزوني مختلف.

- الشيخ: "وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين".

كان "الترجمان" رجلاً يعرف كيف يواجه أقداره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاعب في سيرك لاعب في سيرك



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon