توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاعب في سيرك

  مصر اليوم -

لاعب في سيرك

بقلم - د. محمود خليل

ابن آدم في زماننا هذا لازم يكون لاعب في سيرك.. ينط حين يريد الناس أن ينط.. يسير على الحبل إذا وجد متعتهم في ذلك.. ينكفيء على وجهه إذا كان ذلك يضحكهم.. هذا الزمن لا يحتاج إلى من يفهم.. بل إلى من يطيع.. ارتسمت صورة "سليم" والد "آدم الحفيد" وهو ينصحه بهذه العبارات.. قال لنفسه: متى أقوم وأجري وأعبث.. وأروح وأجىء وأنط.. ينظر إلى جده آدم ويسأل: متى يا جدي.. متى؟.. فيرد الجد: تنقضي الخطوة عندما يأذن الله بها.. وكل خطوة ويلزمها ألف سلامة.

كل خظوة ويلزمها ألف سلامة يا حسن.. أكثر عبارة كان يرددها والد الترجمان على مسامعه.. استجاب "الترجمان" لرأي زوجته والتقى عز الدين الألفي، وتقدم للعمل كمترجم فرنساوي في القلعة وقُبل.

وبدأ عمله بهمة وإخلاص كما تعود.. انضم إلى مجموعة العاملين في مشروع "إحصاء النفوس".

أراد الوالي أن يضبط عملية جمع الضرائب من السكان عن طريق الإحصاء الدقيق لسكان كل خط من خطط مصر.

اختير "الترجمان" ضمن أعضاء المشروع بحكم مهارته في الترجمة، حيث يشرف على المشروع خواجة فرنسي.. بالإضافة إلى اتقانه لقواعد الحساب والعد.

ها هو يتحرك مع فريق التعداد الذي يضم عدداً من البصاصين ومشايخ الحارات والكتبة ويتصدره المدير التركي "سليمان باشا" المسئول عن "قلم الإيرادات".. بالأمس لاحظ "الترجمان" أن الكتبة يهملون في قيد بعض البيوت ومن يوجد فيها من سكان.. لم يظن فيهم سوءاً.. "إن بعض الظن إثم".

الفريق اليوم في شارع النحاسين يواصل العمل.. يلاحظ أن الكتبة يتعمدون إهمال تسجيل بعض البيوت والأسر.. يدرك أن المسألة ليست إهمال.. يذهب إلى أحدهم ويقول له:

- الترجمان: لقد نسيت أن تسجل ثلاثة أسر داخل هذا البيت.

- الكاتب: كله مسجل.. دعك مني.

- الترجمان (بصوت مرتفع) : لقد أهلمت أسرتين أخريين في البيت المجاور له.. ما مقصودك بالضبط؟يجري على "الترجمان" أحد مشايخ الحارات ويقول له:

- شيخ الحارة: هدّي خلقك يا حسن أفندي.. الكتبة يقومون بواجبهم على أكمل وجه.

يشعر حسن أن ثمة تواطؤ لابد من إبلاغ البصاصين عنه.. يبلغ أحدهم فيتركه وكأنه لم يسمعه.. فجأة يجد المدير التركي "سليمان باشا" فوق رأسه يعنفه قائلاً:

- المدير التركي: عرب لار.. ما شأنك بالأمر؟.. افعل ما يطلب منك وفقط.

- الترجمان: لكنهم يسرقون!.

- المدير التركي: أنا المسئول هنا وليس أنت عرب لار.ينتحي "الترجمان" جانباً" ويشعر أن ثمة تواطؤاً بين الكتبة ومشايخ الحارات والبصاصين والمدير التركي لاستبعاد بيوت أو أسر معينة، ليتم جمع "الفرض" منها بعيداً عن الوالي.. يقف ساهماً لا يدري ما يفعل.. ولا ينتبه إلا والخواجة الفرنساوي، وكان بعيداً عن المشهد، يضع يده على كتفه.. يسأله عن الأمر.. فيخبره بما حدث.. ينصحه الخواجة بتقديم عرضحال في القلعة وسوف يعرض على الوالي وينزل بهم أشد العقاب.

- الشاب (ضاحكاً): مؤكد أن "جدي حسن" عمل فيها "أبو علي" وكتب العرضحال.

- الشيخ: وماذا يفعل رجل يخاف يوم الحساب؟.

- الشاب: لو لحق أبي "سليم" واستمع إليه لتعامل مع الأمر بشكل بهلواني حلزوني مختلف.

- الشيخ: "وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين".

كان "الترجمان" رجلاً يعرف كيف يواجه أقداره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاعب في سيرك لاعب في سيرك



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon