توقيت القاهرة المحلي 15:56:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أين سيأتي وكيف ومتى؟

  مصر اليوم -

من أين سيأتي وكيف ومتى

بقلم - د. محمود خليل

لا يعرف أحد طبيعة المزاج المصري والأسباب التي تدفعه إلى التمجيد وتخليد ذكرى بعض من مروا عليه من حكام، أو تهميش من قرر تهميشهم أو حتى إسقاطهم بالجملة من ذاكرته.

الخديو عباس حلمي الثاني من الشخصيات التي احتلت مكانة خاصة في الذاكرة المصرية الحديثة، وظل الوجدان الشعبي يحفظ اسمها، بل ويهتف به بمناسبة وبدون مناسبة، خلال فترة اعتلاء الرجل للسدة الخديوية أو بعد عزله عن الحكم، خلال فترة حياته أو بعد رحيله عن الحياة عما 1944.الأجيال التي عاشت طفولتها أوائل السبعينات تذكر ذلك الهتاف الشهير الذي كان يرددونه في مظاهرات الصخب التي كانوا يهوون الانخراط فيها، وهم خارجون من المدارس، هتاف "الله حي.. عباس جاي".

لم يسأل كثيرون منهم من هذا "العباس" وأين هو ومن أين سيأتي وكيف ومتى؟ وكل ما كان يطربهم في الأمر هو سجع الهتاف. ولست أدري على وجه التحديد هل ثمة علاقة بين الظهور المفاجىء لهذا الهتاف أوائل السبعينات (ما بين فترة النكسة وانتصار أكتوبر)، وبين فترة ميلاده التي اقترنت بفرض الحماية الانجليزية على مصر وعزل الخديو عباس حلمي عن السلطة وتولية عمه السلطان حسين كامل نجل الخديو اسماعيل الحكم مكانه مع منحه لقب سلطان؟

الملفت أيضاً أن الهتاف باسم "عباس حلمي" انفجر فجأة خلال ثورة 1919، فقد خرج مجموعة من المصريين يهتفون باسم الخديوي المعزول الذي كان يعيش وقتها في الآستانة، وقد وصل صدى الهتاف إلى أذن سعد باشا قائد ثورة المصريين في ذلك الوقت -كما يسجل مصطفى أمين في كتابه "الكتاب الممنوع"- وانزعج الباشا أشد الانزعاج لذلك، ومؤكد أن السلطان فؤاد -سلطان مصر بعد حسين كامل- انزعج هو الآخر مما يسمع، وكان التبرير الذي سيق في ذلك الوقت أن فلول الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى باشا كامل هي من تقف وراء هذا الهتاف.

التبرير بدا مقنعاً لسعد باشا، وذلك لسببين، الأول أن العلاقة بين الحزب الوطني وعباس حلمي كانت وطيدة، بل إن الخديوي كان من أوائل من دعموا هذا الحزب، بل وقل إن سياسة مصطفى كامل كانت ترجمة للررؤية السياسية للخديوي التي كانت تقوم على الاستعانة بالدولة التركية في تحرير مصر من الانجليز، انطلاقاً من أن مصر ولاية عثمانية، بالإضافة إلى اللعب على أوتار التناقض والصراع بين كل من انجلترا وفرنسا، والاستعانة بدعم الدولة الفرنسية ضد دولة الاحتلال، أما السبب الثاني فيتعلق بالخصومة التي وقعت بين الحزب الوطني والوفد الذي تشكل للتفاوض على استقلال مصر بعد الحرب العالمية الأولى، والذي تم تهميش محمد بك فريد من المشاركة فيه (كان يعيش حينها في ألمانيا)، رغم سابقته المعروفة في الكفاح الوطني.

مؤكد أن السياق يحكم، ولست تستطيع أن تحكم على توجه شعبي أو حزبي أو رسمي دون أن تأخذ في الاعتبار الظروف التي اقترنت بهذا التوجه، لكن ما يهمنا في هذا السياق هو تحليل المزاج المصري في الاحتفاظ أو محو أسماء معينة من ذاكرته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين سيأتي وكيف ومتى من أين سيأتي وكيف ومتى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon