توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على غير أرضها

  مصر اليوم -

على غير أرضها

بقلم - سمير عطا الله

لا بد أن جميع المحللين المهنيين يعيدون النظر في كل ما كتبوا وكل ما قرأوا مع دخول حرب أوكرانيا شهرها الثالث. أما الهواة فعلى المكاتب ينظرون. كل عاقل معني بالأمر كان على خطأ صغير أو خطأ كبير. إيمانويل ماكرون كان على قدر من احترام الذات بحيث عزل رئيس استخباراته، لأنه أساء قراءة الوضع العسكري. وفي اعتقادي أنه بدءاً من جو بايدن مروراً بالسنيور غوتيريش وصولاً إلى السيدة أوروبا فون ليدن، الجميع أساءوا قراءة 20 عاماً من تاريخ بوتين السياسي. أما الخطأ الأكبر فكان الجهل بالرئيس الأوكراني الذي تعامل معه العالم في صفحة الفنون والكوميديا.
من بايدن إلى حلفاء بوتين، توقع الجميع حرباً صاعقة واستسلاماً عاجلاً. لا تزال الحرب تصعق لكن الاستسلام غير قريب، والسلام مجموعة حروب وثارات وصعوبات وأحقاد جديدة تكدس فوق الأحقاد القديمة. أكثر بكثير مما نتصور أو يمكن أن نتخيل.
كل حكاية شعبية عادت إلى الذاكرة. كل جرح قد فتح. كل قبر تاريخي قد نبش. كل النكات استعيدت. في مقابلة نادرة مع مدير مكتب العربية - الحدث في الأمم المتحدة - عماد الحاج لم يترك وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف نقطة دون أن يثيرها، وسؤالاً لم يجب عليه. وفي النهاية أدار المحادثة بطريقة ليلقي نكتة حول شعب إستونيا ونظرة الروس إليه. ربما كان المتابع يتوقع أن تمد موسكو الحرب إلى جارتها البلطيقية، أما أن يصل الأمر بالسيد لافروف إلى الخروج عن تجهمه وإلقاء النكات، فهو دليل من دلائل الحرب العالمية.
حرب هائلة لكنها حتى اللحظة فوق أراضي أوكرانيا. «مسرح العمليات» لم يتخط الحدود من أي جانب. أو بالأحرى من أي جهة من الجهات الأربع. لقد أصبح العالم يعرف جغرافياً أوكرانيا بالتفاصيل. وأنواع الدبابات المحترقة. في حربها مع نابليون وهتلر، مارست روسيا «الحرب المحروقة» بحرق أرضها أمامهما. الآن تحرق مدن زيلينسكي، من العاصمة إلى الموانئ إلى تحت الأرض.
لم يترك بوتين فرصة للمحللين والمتوقعين. ولا أعرف إن كان «المتوقع» اللبناني الشهير ميشال حايك قد مرّ بتوقعات رأس السنة على حرب في هذا الحجم، أو أخبره جنود الفلك بأن القمح والغاز والنفط سوف تلتهب أسعارها معاً. أحاول أن أتذكر بماذا تنبأت السيدة ليلى عبد اللطيف في مرورها على خريطة كوكب الأرض وسائر الكواكب السيارة، وخصوصاً منها المشتري.
غداً يقال لك: «أنا تنبأت بما سيحدث. قلت إن ناراً سوف تشتعل في أوروبا عندما يصطدم برج الدلو ببرج السطل». يستطيع أن يتكهن من يقدر على قراءة عقل فلاديمير بوتين. أو من خطر له أن في إمكان أوكرانيا أن تدمّر الطراد «موسكفا»، أو أن تتحمل مشاهد مدن الأشباح عبر البلاد. أو أن موسكو سوف تطلق النار على ساقي الأمين العام للأمم المتحدة وهو يتفقد مدينة كييف. أو بالأحرى ما بقي منها.
وهل تعرف شيئاً آخر؟ الحرب لم تبدأ بعد. سوف تبدأ عندما يمتد الخراب إلى المباني الواقفة في روسيا. والعياذ بالله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على غير أرضها على غير أرضها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon