توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المكالمة الأخيرة

  مصر اليوم -

المكالمة الأخيرة

بقلم - سمير عطا الله

كل عام، في مثل هذا الوقت، تكشف الخارجية البريطانية عن مجموعة أخرى من «الوثائق» التي مضى عليها وقت معين في أدراجها. كان بينها هذا العام نص المكالمة الهاتفية بين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والعقيد معمر القذافي، وقد صدر النص في صحيفة «إندبندنت عربية».

جرت المكالمة عشية الضربة العسكرية التي قام بها الغرب لإسقاط حكم الرئيس الليبي بعد 42 عاماً في السلطة. وكان الغرب قد كلف بلير، الذي على معرفة سابقة بالقذافي، أن يحاول إقناعه بالخروج آمناً من السلطة في حل تتكفل به دول الغرب.

تشكّل الوثيقة صفحة من صفحات التاريخ «اللامعقول» في السياسة الدولية. الوسيط المكلّف يحاول أن يشرح للقذافي ما يجري، وما سوف يتبع على الأرض. والأخ العقيد يرد في لغة الستينات: «يريدون استعمار ليبيا». يعود بلير ويكرر في هدوء، ما معناه أن زمن الاستعمار انقرض. فيجيب الأخ القائد من العالم الذي يعيش فيه: «شعبي يحبني. ضع نفسك في طائرة وتعال إلى هنا لكي ترى بعينيك». ثم يضع سماعة الهاتف على التلفزيون، فيسمع صوت طفل يهتف بحياة القائد.

يأخذ المبعوث البريطاني هتاف الصبي على التلفزيون بالعلم، لكنه يحاول الكرة من جديد بكل هدوء: «سوف تعطى مكاناً آمناً! فهو يستطيع أن يرى من حيث هو، الطائرات الحربية على المدرجات، وكذلك الطائرات التي تزودها بالوقود وهي في الجو». ويعرف أن الجماهير في بنغازي، وزوارة، وطرابلس، أصبحت في الشوارع. العالم كله يعرف أن أربعة عقود من الفاتح، وأسماء الشهور الشاعرية المنقولة عن الثورة الفرنسية، قد انتهت. وانتهت «الكومونة» (الجماعة) المأخوذة من باريس. وليبيا تعرف أن الحياة في الخيالات المترجمة عن الماضي السحيق، قد حانت نهايتها.

إلا الأخ القائد، فهو سيخرج الى الجرذان صارخاً: من أنتم؟. أنهى بلير المكالمة يائساً. ومعها انتهت ليبيا بوصفها بلداً قابلاً للحياة.

عرض المكان الآمن أيضاً على صدام حسين: «تكون بكل كرامتك بحماية زايد وعهده. لكن عزة النفس التي قضت أن ينتهي معمر في عبارة، قضت أن ينتهي صدام في حفرة، لاجئاً عند رعاة الغنم».

هل تستحق السلطة هذه النهايات؟ ألا تكفي أربعة عقود منها؟ وماذا عن الشعوب والدول التي نهلكها في هلاكنا؟

«من بعدي الطوفان»، كان يقول لويس الرابع عشر... وهكذا كان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكالمة الأخيرة المكالمة الأخيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon