توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس صحيحاً ما ترى

  مصر اليوم -

ليس صحيحاً ما ترى

بقلم - سمير عطا الله

تنشر صحيفة «هآرتز» الإسرائيلية الليبرالية صورة فوتوغرافية من غزة لمساحة كبرى من الركام، ليس فيها جدار واحد قائم، ومعها مقال افتتاحي عنوانه: «ليس صحيحاً أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية».

أنا شخصياً، وبكل صدق، عندما أقرأ، أو أسمع، أو أرى، شيئاً من هذا النوع، أفكر في رئيس الولايات المتحدة الأميركية، المستر جو بايدن، ليس بصفتي عربياً أو إيطالياً يتظاهر في روما، أو بريطانياً يضع على كتفيه كوفية فلسطينية، بل كمواطن أميركي من الحزب الديمقراطي، اقترعَ في المرة الماضية «للعم جو»، ويسائل نفسه الآن، لمَن سوف يقترع في الانتخابات المقبلة.

أفكر في المستر بايدن كلما سمعت كم تصاعدت الحملة «ضد السامية»، أي ضد اليهود وإسرائيل في أنحاء العالم، وكلما ازداد داخل إسرائيل عدد المطالبين باستقالة نتنياهو فوراً. لماذا أفكر في السيد رئيس الولايات المتحدة؟. لأن الرجل أثبت أنه قصير النظر ومتهور وينقصه ما يلزم رجال الدولة - حتى الصغرى - من روية ورؤية وبُعد نظر. كان في إمكانه أن يؤيد نتنياهو من البيت الأبيض، وأن يعانقه في حديقته، وأن يدعو صحافة العالم لكي تشهد على كل ذلك.

أن يأتي إلى تل أبيب وغزة تُدك دكاً، كانت خطوة قصيرة النظر يا صاحب الفخامة. الآن أنت شريك في الغضب النازل على «ملك إسرائيل». وشريك في مسؤولية الحملة المعادية للسامية في أنحاء العالم. وكلما شاهدت الناس كل يوم ماذا يفعل نتنياهو في أوجاع وآلام وعذابات فلسطين، تتذكر أن الذي أطلق يده هو رئيس أميركا. ومن أجل ماذا؟. من أجل الصوت اليهودي في أميركا. هل تقرأ التقارير اليومية عن الضرر الذي ألحقته حكومة «الليكود» بالجاليات اليهودية في أميركا وأوروبا؟.

من أجل الموضوعية، يجب القول إنك عندما ذهبت إلى تل أبيب متبنياً عمل نتنياهو، لم تكن الحرب قد بلغت هذا الحجم القيامي بعد. ولم تكن الحملة ضد السامية قد بلغت هذه الذروة. لكن هنا على وجه الضبط، تبرز أهمية رجل الدولة: أن يفكر ملياً، أولاً في مسؤولية أميركا، وليس في معركته الانتخابية. وأن يدرك سلفاً أن الزلزال «الوجودي» الذي حدث للمستوطنات يستوجب على حليف مثله بذل ما يستطيع من تأييد. لكن ليس أن يكون شريكاً مع نتنياهو في أقصى ما يرتكب من جرائم حرب، كما يقول ليبراليو إسرائيل، قبل سواهم، مما قيل وكتب حول العالم.

ذهابك إلى تل أبيب كان بمثابة إعلان حرب، لا دعم. هكذا يعاملك الرأي العام الآن في أجزاء كثيرة منه. أن ترسل الأساطيل إلى المنطقة، هذه سياسة أو استراتيجية، وفيها سابقات كثيرة من أيام الإمبراطورية البريطانية. ما ليس له سوابق كثيرة هو هذا الانتقام الهتلري من «حماس» بقتل هذا العدد من أطفال غزة، ولم نعرف رئيساً أميركياً لم يتوسل اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، لكنّنا أيضاً لم نعرف رئيساً أميركياً حمل معه واشنطن إلى تل أبيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس صحيحاً ما ترى ليس صحيحاً ما ترى



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon