توقيت القاهرة المحلي 17:03:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر القادة: ديغول وبيتان

  مصر اليوم -

سر القادة ديغول وبيتان

بقلم - سمير عطا الله

كانت مغادرة فرنسا إلى بلد بالكاد يعرفه، وتحدي حكومة المارشال «بيتان» علناً، الشخصية العسكرية الأكثر تبجيلاً في فرنسا، عملاً من أعمال الشجاعة الأخلاقية الاستثنائية. كما كتب ديغول لاحقاً: «ظهرت لنفسي وحيداً ومحروماً من كل شيء، مثل رجل على حافة المحيط كان يأمل في السباحة عبره».

وعلى مدى السنوات الأربع المقبلة، سينشر مزيجاً مذهلاً من الخداع والبلاغة والقدرة على التكيف وقوة الإرادة، والأعصاب، لتأكيد نفسه في مواجهة شكوك تشرشل، وروزفلت، وحتى العداء.

ربما كان أسلوب ديغول في القيادة «الاستفزازي» في كثير من الأحيان بين عامي 1940 و1944، بشكل طبيعي له، ولكنه كان أيضاً نتيجة لحساب عقلاني. نظراً لأنه كان لديه القليل جداً من الوسائل تحت تصرفه، كان سلاحه الرئيسي هو التعنت. بعد الحرب، لخص بروح الدعابة استراتيجيته للتفاوض. «أبداً دائماً يقول لا»! سيتبع ذلك شيئان: إما أن «لا» الخاصة بك، مقدر لها أن تظل «لا».

وقد أظهرت نفسك أنك شخص ذو شخصية. أو في النهاية ينتهي بك الأمر إلى قول «نعم». ولكن بعد ذلك (أ) أعطيت نفسك الوقت للتفكير؛ (ب) سيكون الناس أكثر امتناناً لـ«نعم» النهائية.

«لا يمكن التنبؤ به. لا يمكن أن يكون هناك مثال أفضل على الغموض والحيلة من الطريقة التي انتزع بها فرنسا ببطء من الجزائر، بدءاً من خطابه في 4 يونيو (حزيران) 1958 مطمئناً لحشد محموم في الجزائر العاصمة، بأنه (لقد فهمتك). بعد هذه اللحظة من الازدواجية العليا، كانت خطاباته على مدى السنوات الأربع المقبلة عملية بطيئة، تشرح لماذا كان على المشاعر أن تنحني (للظروف)». كما أعلن في عام 1960: «من الطبيعي تماماً أن تشعر بالحنين إلى الإمبراطورية، حيث يمكن للمرء أن يندم على الضوء اللطيف للمصابيح الزيتية، وروعة السفن الشراعية... ولكن لا توجد قيمة في سياسة لا تأخذ في الاعتبار الحقائق».

وفقاً لفكرته بأن الزعيم يجب ألا يغرق في التفاصيل، ترك ديغول الكثير من إدارة السياسة اليومية لرئيس وزرائه. وإلى حد مدهش بالنسبة لشخص يبدو استبدادياً، كان منفتحاً بشكل ملحوظ على المشورة والاستماع إلى المستشارين. علق أحد موظفي الخدمة المدنية، الذي قابله للمرة الأولى: «لقد وجدت الجنرال مختلفاً تماماً عما كنت أتخيله: بسيط جداً، مريح جداً ومحترم، تقريباً. بعد الاستماع إليّ، عندما أدلى بتعليقاته على ما قلته، تناول ما قلته، كلمة بكلمة، تقريباً إلى المقطع الأخير! كانت لديه ذاكرة رائعة... لا يمكن للمرء أن يبالغ في قدرته على الاستماع». كان لدى مستشار آخر الانطباع حيث نظر إليه ديغول باهتمام من خلال نظارته السميكة، «بأن الاستماع إليه باهتمام أكبر، مما لم يحدث لي في أي مكان من قبل».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر القادة ديغول وبيتان سر القادة ديغول وبيتان



GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

GMT 04:20 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

النسخةُ الأجملُ.. منك!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon