توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ من اللاجدوى

  مصر اليوم -

تاريخ من اللاجدوى

بقلم - سمير عطا الله

تحت عنوان «الماوية» كتب حامل نوبل «يوسا» الأربعاء الماضي، معلقاً على كتاب جديد من سبعمائة صفحة لأستاذة بريطانية خبيرة في الشؤون الصينية. تناول يوسا موضوعه من نواحٍ عدة، لكنه ركّز بصورة خاصة على الدور الذي لعبته «الماوية» في بلاده؛ بيرو. يُبدي يوسا إعجابه بالعمل البحثي المهم. ويستعيد مع المؤلفة مرحلة من مراحل هذا العالم، طغى فيها اسم ماو تسي تونغ على صراع سياسي وآيديولوجي جرف الكوكب برمّته ما بين فكر اشتراكي متطرف، ورأسمالية شرسة في الدفاع عن مصالحها وعن رؤيتها للنجاح.

لا جديد في شهادة الكاتب الكبير عن شخصية ودور ماو تسي تونغ، سوى أنها شهادته. أما كل شيء آخر تقريباً فيتفق فيه مع ما توصل إليه العالم من استنتاجات للأفكار العبثية والنظريات الفاشلة التي أغرق فيها «ماو» مسيرة الباحثين عن قاسم مشترك للإنسانية المتألمة. وفي نهاية المطاف تحولت الصين إلى أحد أكبر الاقتصادات في التاريخ، عندما تخلَّت عن كل شيء تركه ماو من «كتاب أحمر» وخُطبٍ.

يقول يوسا إنه بعدَ وفاة الزعيم الصيني، أخذت بكين تدرس ما تفعله بعشرات الملايين من نسخ «الكتاب الأحمر»، ولم تعثر إلا على حلٍّ واحد، هو إحراقها.

مثل عبثياتٍ كثيرة لم يبقَ من عالم ماو سوى الذكريات والندم وبعض الحسنات التلقائية. لم يكن الزعيم الوحيد الذي ترك خلفه الملايين من الضحايا، والمليارات من الخسائر المادية. ولو عاش سنوات أخرى، لَشعر بمرارة قاتلة من أن تصبح الصين نموذجاً للنجاح الرأسمالي. هو كان يحلم بسيطرة الفلاحين، وليس العمال. غير أنه تسبب في مقتل الملايين منهم. وبلغ الصراع العبثي ذروته عندما اختلف ماو، والزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف، حول مَن سوف ينتصر في النهاية في النزاع على الفردوس الشيوعي. طبعاً أخفق الفريقان. وفي قناعة يوسا، أنه لا يمكن لأي آيديولوجيا أن تنتصر إذا كانت خالية من الحرية والمبادرة الفردية.

المؤسف أكثر من التجربة الماوية هو اليسار الخيالي الذي صفَّق للرئيس ماو، وشجَّعه على مزيد من المقامرة بالنظريات والتجارب. وكان أشهر هؤلاء الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الذي بدل أن يقود الحركات الفكرية بما لديه من عقل وتجارب، انتهى يصفق وراء المتطرفين والحمقى والقتلة. ما لم يقله يوسا أنها كانت أسوأ مراحل اللاجدوى في اليسار واليمين على السواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ من اللاجدوى تاريخ من اللاجدوى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon