توقيت القاهرة المحلي 11:37:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن قرنين من تغريد

  مصر اليوم -

عن قرنين من تغريد

بقلم - سمير عطا الله

قال الدكتور محمد أبو الغار، مؤرخ بهجة مصر ومسراتها، إن تاريخ مصر كتبته الأغاني مثلما كتبه المؤرخون. وإذ احتفلت مصر بمئوية مأمون الشناوي، انتبهنا إلى تلك الحقيقة الجميلة، وهي أن القرن الماضي كان عصر مصر، وإن مصر كانت تغني، والغناء كان الشجن والطرب وذروة المشاعر.

إمارة الشعر، أو الشعر الوطني، أو السياسي، كانت برغم اتساعها، محدودة الجمهور. كم شخصاً قرأ «أطلال» إبراهيم ناجي؟، وكم إنساناً تسمَّع هاتِفاً مع أم كلثوم «آه من قيدك أدمى معصمي»؟

من خلال أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، تجاوز شعراء الأغنية شعراء القصيدة. وتساوى الشعر العامي بالفصيح. واحتل الشعر المحكي مكانة القصيد، وردّد الرجال والنساء في منازلهم كلمات مرسي جميل عزيز، ومأمون الشناوي، وأحمد شفيق كامل، وأحمد رامي. النهر الآخر.

في الوقت نفسه، تذكر لبنان مئوية عبقري الشعر الغنائي عاصي الرحباني. لطَّف عاصي الشعر القروي تلطيفاً، وشذَّبه وصفّاه وحلّق به. وكتب الشعر الموزون بأوتار الكمان. وما بين عبقريات مصر وعبقريات لبنان، تجمع لدينا أعظم عصور الموسيقى والغناء. وتيسّر لهذا العصر الكبير أوتار توقف عندها زمن الغناء. أم كلثوم وفيروز؛ حنجرة تغني لسهار الليالي الطويلة وتناجي نجوماً، وواحدة تغني لعشاق الصباح.

كان مأمون الشناوي عاشقاً وشاعراً وكاتباً. وكان «ابن مدينة». يعشق السهر ويكتب على إيقاع النيل. وكانت له حكايات في بؤس العاشقين وغوى العاشقات. أما عاصي فكانت رئتاه ممتلئتين بنسائم القرى وأهازيجها، وتراثها الحافل بتسالي الحياة المعزولة في الجبال. العباقرة لا يتشابهون وإن تجاوروا في الزمن والأمكنة. يطوي العبقري عصره تحت إبطه ويمضي به. لذلك نتطلع حولنا اليوم فلا شيء سوى مئوياتهم. وفي كل مئوية ألف عبقرية وجمال وخاتمة. لا مأمون الشناوي في مقهى الهيلتون يبكي أمام الرفاق لأن نجاة الصغيرة كذبت عليه، ولا عاصي الرحباني في مكتبه يكتب الشعر، أو الموسيقى، كمن يعد دفتراً مدرسياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن قرنين من تغريد عن قرنين من تغريد



GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

حصان طروادة

GMT 04:07 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

لكي ننقذ أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

على أبواب الجحيم!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

العالم القديم يتآكل

GMT 04:03 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

عزيزتي الحكومة مجددًا

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
  مصر اليوم - الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
  مصر اليوم - أفكار للكراسي المودرن الخاصة بالحديقة المنزلية

GMT 11:10 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في قطاع غزة
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في قطاع غزة

GMT 10:22 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن موسم دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن موسم دراما رمضان 2025

GMT 07:06 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

الهلال السعودي يعادل ريال مدريد برقم قياسي مميز

GMT 01:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

يسيتش يسعى لتكرار فوزه على الجزيرة الإماراتي

GMT 06:52 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

النجم التركي كيفانش تاتليتوغ يخفي حمل زوجته

GMT 18:54 2015 الإثنين ,11 أيار / مايو

ضبط 2 قيراط "بانغو" مخدر في الفيوم

GMT 08:59 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

المؤلف مجدي صابر

GMT 20:48 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريهام سعيد تظهر بوزن زائد في "سبوع" ابنها طارق

GMT 09:12 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه في إطلالة فاضحة على خطى ليل كيم

GMT 12:27 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سليمان يكشف تفاصيل محاولته لخطف رمضان صبحي من الأهلي

GMT 09:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هيفاء وهبي تخطئ في تنسيق إطلالتها الأخيرة في باريس

GMT 09:52 2022 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

تدهور الحالة الصحية لأسطورة الكرة البرازيلية بيليه

GMT 17:18 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

مدى التوافق في الزواج والحب للأشخاص من نفس البرج

GMT 18:12 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

عودة تطبيق "مناصري ترامب" مرة أخرى على متجر آبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon