توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن قرنين من تغريد

  مصر اليوم -

عن قرنين من تغريد

بقلم - سمير عطا الله

قال الدكتور محمد أبو الغار، مؤرخ بهجة مصر ومسراتها، إن تاريخ مصر كتبته الأغاني مثلما كتبه المؤرخون. وإذ احتفلت مصر بمئوية مأمون الشناوي، انتبهنا إلى تلك الحقيقة الجميلة، وهي أن القرن الماضي كان عصر مصر، وإن مصر كانت تغني، والغناء كان الشجن والطرب وذروة المشاعر.

إمارة الشعر، أو الشعر الوطني، أو السياسي، كانت برغم اتساعها، محدودة الجمهور. كم شخصاً قرأ «أطلال» إبراهيم ناجي؟، وكم إنساناً تسمَّع هاتِفاً مع أم كلثوم «آه من قيدك أدمى معصمي»؟

من خلال أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، تجاوز شعراء الأغنية شعراء القصيدة. وتساوى الشعر العامي بالفصيح. واحتل الشعر المحكي مكانة القصيد، وردّد الرجال والنساء في منازلهم كلمات مرسي جميل عزيز، ومأمون الشناوي، وأحمد شفيق كامل، وأحمد رامي. النهر الآخر.

في الوقت نفسه، تذكر لبنان مئوية عبقري الشعر الغنائي عاصي الرحباني. لطَّف عاصي الشعر القروي تلطيفاً، وشذَّبه وصفّاه وحلّق به. وكتب الشعر الموزون بأوتار الكمان. وما بين عبقريات مصر وعبقريات لبنان، تجمع لدينا أعظم عصور الموسيقى والغناء. وتيسّر لهذا العصر الكبير أوتار توقف عندها زمن الغناء. أم كلثوم وفيروز؛ حنجرة تغني لسهار الليالي الطويلة وتناجي نجوماً، وواحدة تغني لعشاق الصباح.

كان مأمون الشناوي عاشقاً وشاعراً وكاتباً. وكان «ابن مدينة». يعشق السهر ويكتب على إيقاع النيل. وكانت له حكايات في بؤس العاشقين وغوى العاشقات. أما عاصي فكانت رئتاه ممتلئتين بنسائم القرى وأهازيجها، وتراثها الحافل بتسالي الحياة المعزولة في الجبال. العباقرة لا يتشابهون وإن تجاوروا في الزمن والأمكنة. يطوي العبقري عصره تحت إبطه ويمضي به. لذلك نتطلع حولنا اليوم فلا شيء سوى مئوياتهم. وفي كل مئوية ألف عبقرية وجمال وخاتمة. لا مأمون الشناوي في مقهى الهيلتون يبكي أمام الرفاق لأن نجاة الصغيرة كذبت عليه، ولا عاصي الرحباني في مكتبه يكتب الشعر، أو الموسيقى، كمن يعد دفتراً مدرسياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن قرنين من تغريد عن قرنين من تغريد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon