توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة الجديدة

  مصر اليوم -

الصحافة الجديدة

بقلم - سمير عطا الله

قال زميل عزيز إنه لم يعد له أي علاقة بالجريدة الإلكترونية التي يُصدرها سوى حق الملكيّة. كل شيء آخَر لا علاقة له بالصحافة التي تعلَّمها ومارسها طوال أربعين عاماً. ولذلك يكتفي بأن يقرأ صحيفته مثل أي قارئ، لأنه كلما تقدم بملاحظة إلى هيئة التحرير، أقنعوه، ليس فقط بأنه على خطأ، بل إنَّ أفكاره تعيق نمو الجريدة، وتعرقل محاولاتها للتوجه نحو الأجيال الطالعة.

وقال إنه اتخذ قراره أخيراً بالانسحاب عندما قام جدل جوهري بين الفريقين حول عناوين الأخبار وصياغتها. مثلاً: أول مبادئ الصحافة في الماضي كان يقضي أن يجيب عنوان الخبر عن الأسئلة الأساسية الخمسة الأولى: مَن ومتى وأين ولماذا وكيف.

مثلاً: سقوط حافلة على طريق بغداد ومقتل 7 أشخاص بسبب تجمع الجليد خلال الليل. أي إنك وضعت جميع العناصر المطلوبة في العنوان، بحيث يكتفي القارئ، إذا شاء، بما قرأ.

أليس كذلك؟ إطلاقاً ليس كذلك. ففي الصحافة الإلكترونية يُحسب حساب كبير لعدد النقاط التي ضغطت عليها، ولذلك يُترَك كل شيء غامضاً بحيث تضغط. أي إن المطلوب هي الإثارة وليست الإفادة، كما كان الأمر في المدرسة القديمة. وفي الصحافة الجديدة يقلّ، على نحوٍ واضحٍ، الاهتمام بصحة اللغة، الأكثر سوءاً هو عدم الاهتمام بالمصداقية ونشر كل ما يقع تحت يد المحرّر من دون التأكّد من مدى صحته، وبصرف النظر عمّن يؤذي أو يضر.

يقول الزميل إيّاه إنه لا تعميم في الصحافة الإلكترونية، كما لا تعميم في الصحافة الورقية من قبل. لكن حالة الفلتان والاستسهال التي رافقت نشوء الموجة الإلكترونية، انعكست حتّى على أخلاقيّات المهنة. وامتلأت بمفرداتٍ ودعواتٍ تلوّث أجواء المهنة.

ما زلت أنتمي طبعاً إلى المهنة التي تخلّى عنها الزميل العزيز، وسوف أبقى إلى ما شاء الله. لكنّ الخوف هو أن يعتاد الجيل الجديد، قارئاً أو كاتباً، أو مُتابعاً، على القواعد الجديدة، وأن يرى في شجوبها القاعدة المرجوّة.

المؤسف في الصحافة الجديدة أنها بلا نجوم. ليس هناك «طه حسين» تبحث عنه كلّ يومٍ أو كلّ أسبوع، ولا سمعنا عن «عقّاد» جديد، ولا عن «سعيد فريحة» آخر يلاحق ظرفه وسخريته. وإذا كانت عبارة «نجم» صحيحة، فإنّ معظم نجوم المهنة الحاليين جاءوا من فضائها السابق. عندما يتغيّر شيءٌ في حياتنا، يتغيّر كل شيء معه. يستغرق التغيير بعض الوقت لكنّه يبلغ حتميّته في نهاية المطاف. أما كيف؟ فلا ندري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة الجديدة الصحافة الجديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon