توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الماضي غير جميل

  مصر اليوم -

الماضي غير جميل

بقلم - سمير عطا الله

توافق الناس على تسمية الماضي بـ«الزمن الجميل». لكنه لم يمكن دائماً جميلاً أو حتى مقبولاً. يمتلئ كتاب «الأيام الماضية الطيبة كانت رهيبة حقاً» بالصور والرسوم التي تصور حياة مليئة بالبؤس والشقاء على امتداد الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، وأوائل العشرين. شوارع وجادات نيويورك مكتظة بالحيوانات السائبة، والقمامة التي تملأ الأرصفة والطرقات. وها هي في عام 1880 عاصمة التلوث في العالم أجمع. السبب كان حميداً؛ لأن المدينة امتلأت بالمصانع، والمصانع ملأت المدينة رياحاً ملوثة وروائح سيئة لا تطاق.

مؤلف كتاب «الأيام الطيبة الماضية»، أوتو بسمان هو مؤسس أهم مكتبة أرشفة في نيويورك. يكتب بسمان أن ما عرفه بالعصر الذهبي للمدينة كان في الواقع عصر القمامة من جميع الأنواع؛ المهملات الصادرة عن المطابخ، وروث الخيول التي تؤمن الحركة، والفضلات التي يرميها الناس، بحيث إنه كان يتعذر على المشاة أن يشقوا طريقهم إلى المكاتب والأعمال وسط تلال صغيرة من الزبالة.

كان الوضع أكثر سوءاً في المدن الأميركية الأخرى. وكانت عربات الخيول المنتشرة في كل مكان تنقل الناس، وأحياناً كثيرة تنقل المجرمين منهم. وقد كتب أحدهم: «بعد ما رأيت شيكاغو، بت أحلم على وجه السرعة بألا أراها مرة أخرى؛ لأن هواءها قذر حقاً». وقال آخر: «إنني أعجب حقاً كيف يستطيع أي زائر أن يعثر على طريقه في هذه المدينة الوسخة بعد مغيب الشمس».

في نهاية القرن التاسع عشر كانت ترتفع حول مدينة بس بر 14.000 مدخنة من مصانع الحديد والفولاذ وتشكل من حولها دائرة من الرماد والفتات المعدني. وقد وصفها الصحافي الهنغاري يا دوفاي بأنها «منبع سموم يقتل كل شيء قابلاً للنمو من أشجار وزهور وعشب، إنها حقاً خليقة بالشيطان نفسه».

الذي يزور نيويورك هذه الأيام يتمتع بجولة صغيرة بعربات الخيول الواقفة أمام «سنترال بارك». لكن أوائل القرن الماضي كان لكل منزل حصان واحد على الأقل، وكما تزدحم حركة السير في نيويورك بالسيارات الحديثة الآن، كانت تزدحم أوائل القرن الماضي بعربات الخيول: «يا له من اكتظاظ، ومسارح، وعربات، وحمالين، ومشاة، ومتسكعين. طاحونة من البشر تسمى برودواي». يضيف صاحب هذه الشهادة: «وقد بدوا جميعاً وكأنهم تحت قيادة شيطان السرعة».

الحصان الذي هو الآن رمز الصورة الجميلة لرفيق الإنسان، كان في ذلك الزمان عنوان كل شيء في حياة الأميركيين، يحمل وينقل ويشقى ويترك الباقي على الطريق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الماضي غير جميل الماضي غير جميل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon