توقيت القاهرة المحلي 14:39:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزء الرابح من الحرب

  مصر اليوم -

الجزء الرابح من الحرب

بقلم - سمير عطا الله

كان المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، كما أشرنا هنا غير مرة، من كبار الغربيين المنبهرين بالإسلام. واعتبر البعض أنه اعتنق الإسلام فعلاً، وأنه لم يعد ممكناً أنه ظل كاثوليكياً بعد كل ما أشهره عن تعلق بالدين.

لم تكن لمواقف ماسينيون (ونشاطه) أهمية معنوية فقط، بل أهمية سياسية أيضاً بسبب نفوذه لدى المسؤولين الفرنسيين وقادة أوروبا. وأبرز هؤلاء كان بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر. وعندما بدأت المواجهات الأولى بين العرب وإسرائيل، ذهب ماسينيون إلى البابا يحاول إقناعه بإصدار بيان حول المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. فقال له الرجل: مَن سوف يصغي إلى ما أقول، فلا العرب ولا اليهود يعيرون كلامي أي أهمية.

أعاد المستشرق أمام صديقه الكلام الساخر الذي قاله ستالين ذات مرة: «كم كتيبة مدرعة يمتلك الفاتيكان؟». فقال ماسينيون، إن الدفاع عن الحق لا يحتاج إلى كتائب مدرعة، بل إلى ضمائر كبرى.

المرة الوحيدة التي انفعل فيها نتنياهو منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) كانت عند صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بإحالته إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. لا مدرعات لدى الدكتور نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، ولكن في هذا المناخ الأممي العاجز والمعيب، يمكن للمجتمع الدولي، على الأقل، أن يشير إلى المرتكب والضحية.

إذا كان من الصعب ردّ همجية القوة، فقد أمكن على الأقل تدوينها في دفاتر العار الإنسانية. ويصدف الآن أنها المرة الأولى التي يربح فيها العرب الحرب الإعلامية في كل مكان، رغم أن الثمن البشري مرعب ورهيب.

لكن ليس قليلاً في هذا الصراع الطويل أن نرى كل المؤسسات الدولية إلى جانب القضية الفلسطينية بكل شجاعة. من الأمين العام للأمم المتحدة، إلى منظمة الصحة، إلى جامعات العالم. طبعاً هناك جزء كبير من الفضل في ذلك يعود إلى نتنياهو إخوان، وشركاء، وأبناء عم.

لم ينتصر ستالين على «الكثلكة» في نهاية المطاف. فكّك إمبراطوريته وجيوشها بابا من جارته بولندا، التي احتلها لزمن طويل. ولا تزال «تلكز» في الخاصرة الروسية حتى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزء الرابح من الحرب الجزء الرابح من الحرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon