توقيت القاهرة المحلي 07:03:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

  مصر اليوم -

هوامش في قمة البحرين مجلس أم «مقنص»

بقلم - سمير عطا الله

جئت إلى البحرين يومها من الكويت، حيث أعمل في جريدة «الرأي العام». ولكي نأخذ فكرة عن طموح الكويت آنذاك، فإن الصحافي الآخر مع الوفد، كان زكريا نيل من «الأهرام». وكانت في الكويت يومها ضجة كبرى في مجلس الأمة كما هي الحال اليوم، بعد ستة عقود. لم أعد أذكر عنوان الأزمة تماماً. لكنها كانت جدالاً حول مادة دستورية تحمل الرقم 138، أو شيئاً من هذا. وكانت الأصوات تعلو، والصحافة تردد، والنواب الجدد فرحون بصورهم خطباء، يرفعون الأيدي مثل خطباء الثورة الفرنسية.

كان مجلس الأمة ظاهرة جديدة في المنطقة. ومن خلاله كان عبد الله السالم يهدف إلى إقامة دولة مكتملة العناصر الحديثة. واندفع الكويتيون إلى المشاركة في التجربة بشغف. وضم المجلس عدداً من الشخصيات المحترمة. لكن مع المجلس جاءت أيضاً الفوضى وحب الشهرة. وغاب الكثير من العمل البرلماني بالعودة إلى الممارسات القبلية. وصارت القبيلة تسمي مرشحها وتباركه، وبدلاً من أن يثري المجلس الحياة السياسية، تسبب في شلِّها وعقمها. قرار الأمير مشعل بحل المجلس عشية القمة العربية في البحرين، كان متوقعاً. لن يسمح بالمزيد من الهدم في نظام كان نموذجاً ومقتدى، وأصبح تحت رحمة الهدر، على كل أنواعه.

ستون سنة والقضايا واحدة. تشددت دولة الكويت في منح الجنسية خوفاً من أن تفقد توازنها السكاني. ولم ينفع ذلك كثيراً. فإلى جانب الكويت، قامت «البدون»، وكثرت فضائح التجنيس والتزوير على نطاق غير معقول. وتباطأ الاقتصاد. وبعدما كانت الكويت الأكثر تقدماً في المنطقة، تراجعت أمام موجة التقدم المذهل الممتد منها إلى بحر العرب. وبعدما كانت الأقرب إلى الدولة المدنية، استقوت فيها شوكة القبلية، وتمدد التيار الأصولي على نحو غير مسبوق.

قد يكون من غير اللائق القول إن الكويت هي إحدى الدول القليلة في العالم، حيث يتفوق فيها أداء الحكومة على أداء البرلمان. وقد تحول مجلس الأمة في السنوات الأخيرة إلى «مَقنَص» للوزراء الجدد، يطلق عليهم رصاص الاستجواب قبل جلوسهم على مقاعد الحكومة؛ مما أدّى إلى تسخيف العمل السياسي في الداخل والخارج معاً.

ليست هذه المرة الأولى التي يُحل فيها مجلس الأمة. لقد حُلَّ غير مرة في حالات الخطر. لكنها المرة الأولى التي يُحل فيها بمثل هذه السرعة فور إجراء الانتخابات. وقبلها استقالت حكومة الشيخ محمد صباح السالم بعد أسابيع على تأليفها. ثمة رؤية تتغير في الكويت.

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوامش في قمة البحرين مجلس أم «مقنص» هوامش في قمة البحرين مجلس أم «مقنص»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon