توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاربون... مات الرضيع

  مصر اليوم -

عاربون مات الرضيع

بقلم - سمير عطا الله

البدو يحبون كلاب السلوقي. كانت هناك تلك الخيمة. إنها قصة حزينة. صديق لنا كان لديه أنثى السلوقي التي كان فخوراً جداً بها. كانت تخرج كل صباح وفي كل مساء تعود وفي فمها أرنب برّي لهم، وكانوا يطبخونه ويعطونها بعضاً منه. ولكن ذات يوم، تركت الزوجة طفلها الرضيع في الخيمة. في تلك الأيام كانوا يلفّون أطفالهم الرُّضَّع في قماط، ويضعونهم على السجاد على الأرض. وجاءت الكلبة واستلقت إلى جانب الطفل. عندما ذهبوا لاحقاً لالتقاط الطفل كانت الكلبة قد رقدت عليه، وكان الطفل مخنوقاً. لم يعرفوا ماذا يفعلون. بعد بضعة أيام مرَّت مجموعة من البدو الرحالة وتوقفوا عند خيمتهم، وقال الأب: «سأعطيكم أفضل كلب سلوقي لدينا». لم يريدوا قتلها، لم يستطيعوا. فأُعطيت لهذه العائلة من البدو الذين كانوا ذاهبين إلى الجزيرة العربية ولن يعودوا.

على الرغم من كل الحكايات الرومانسية عن البدو الرُّحَّل والخيام السوداء في الصحراء، لا بد أن حياة البدو كانت صعبة في تلك الأيام؟

نعم؛ فالماء، على سبيل المثال، كان دائماً مشكلة. عندما جاءت شركة النفط لأول مرة.

أصرّ زوجي، عندما عُيِّن مستشاراً بعد تقاعده من الخدمة الحكومية، على أن يحفروا بعض آبار المياه في الصحراء من أجل البدو. وقد وضعوا اثنتين أو ثلاث آبار، وقرروا أن تكون من نوع الطواحين الهوائية. لكن في الطقس الحار، عندما تشتد الحاجة إلى المياه، كان يمر شهر لا رياح فيه، وكان يتعين إرسال المياه في صهاريج. أو كان البدو يتسلقون الحبال ويحاولون إدارة العجلة باليد للحصول على القليل من الماء. وأحياناً كان ينكسر شيء ما، فيضطر الرجل المسؤول إلى الركض إلى الكويت على فرسه ليبلغ زوجي. في السنة السيئة، خلال أشهر الصيف، كانت هناك دائماً حالة أو حالتان من الناس يموتون عملياً من العطش في الصحراء. ربما كان الماء ينفد منهم، أو سقط أحد الإبل ولم يعد قادراً على مواصلة السير.

هل كانت هناك عواصف رملية؟

نعم، أتذكر ذات مرة أننا اصطحبنا زائراً إلى المخيم، وهبَّت عاصفة ترابية فجأة. نظرنا حولنا وظننت أنها كانت نيران أدغال. كان بالضبط مثل ألسنة اللهب القادمة. لكن بالطبع لم يكن هناك الكثير من الشجيرات لتحترق. رآه البدو أيضاً، فأسرعوا إلى الخيام بسرعة وأزالوا الأعمدة ليُسقطوها، ثم أسرعوا إلى خيمتنا وأنزلوا جميع الأعمدة. وهبّت علينا عاصفة هوجاء، ففزعنا جميعاً ونحن تحت الخيام المتساقطة. واستمرت، على ما أظن، نحو ساعة ونصف الساعة. عندما مرّت العاصفة، كان الهواء صافياً وهادئاً. لكنها كانت رمالاً قرمزية اللون. ولا بد أنها أتت من مكان بعيد في الشمال، ويتحدث البدو اليوم عن تلك العاصفة الحمراء الغريبة باسم «ألسنة الحمراء».

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاربون مات الرضيع عاربون مات الرضيع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon