توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدن الإسلام: بقاء القيروان

  مصر اليوم -

مدن الإسلام بقاء القيروان

بقلم - سمير عطا الله

في القرن الثاث عشر، أعطى بنو حفص المسجد مظهراً أكثر تحصيناً، حيث أضافوا دعامات لدعم الجدران الخارجية المتساقطة، وهي ممارسة استمرت في القرون اللاحقة، ففي عام 1294 قام الخليفة المستنصر بترميم الفناء وإضافة بوابات ضخمة: مثل باب الماء في الشرق، وباب للا رجانة في الغرب. كما بنيت بوابات إضافية في القرون اللاحقة.
كان الجامع الكبير، بمعنييه الحرفي والمجازي، في قلب نشاط القيروان ونموها ومكانتها. رغم أن المسجد يقع الآن بالقرب من أسوار المدينة الشمالية الغربية التي تم إنشاؤها في القرن الحادي عشر، عندما أسس سيدي عقبة القيروان، فإنه كان على الأرجح أقرب إلى وسط المدينة، بالقرب من مقر الحاكم آنذاك والطريق الرئيسية. بحلول منتصف القرن العاشر، ازدهرت القيروان مع الأسواق والزراعة المستوردة من المدن المجاورة، وشبكة صهريج المياه الشهير، ومناطق تصنيع المنسوجات والسيراميك. كانت عاصمة سياسية، ووجهة حج، ومركزاً فكرياً، لا سيما للمدرسة المالكية للإسلام والعلوم.
شكّل تأسيس مدينة القيروان، أساساً للفتح الإسلامي للمغرب العربي، الذي أصبح ولاية «أفريقية». في عام 654، بعد محاولات عدة، تمكن معاوية بن حدايج، بعد ثلاث حملات عسكرية، من إنشاء أول معسكر محصن. أطلق اسم «القيروان» على معسكره، ثم على المدينة فيما بعد. عُهد بعده إلى القائد العربي عقبة بن نافع بمواصلة فتح أفريقيا. في عام 682، نقل الموقع الأصلي للمعسكر إلى موقع أكثر استراتيجية كان نقطة التقاء مهمة للقوافل، بعيداً عن السواحل التي تحرسها البحرية البيزنطية، ولم يكن قريباً جداً من الجبال.
وشكل المعسكر القاعدة العسكرية لغزو أفريقيا، حيث واجهت القوات العربية، لمدة ثلاثين عاماً، كلاً من البيزنطيين والبربر. ووجدت القيروان نفسها العاصمة الإقليمية لإمبراطورية إسلامية آخذة في التوسع. وعلى غرار عمرو بن العاص الذي فتح مصر وانطلق من معسكر الفسطاط، الذي أصبح فيما بعد القاهرة، قصد عقبة بن نافع إنشاء مدينة جديدة، لذلك بدأ ببناء مسجد كبير لا يزال يحمل اسمه حتى اليوم. حول المسجد، تم بناء منازل دائمة لإيواء الجنود الأوائل، مقسمة إلى مناطق حسب أصولهم. كان المسجد مكاناً جامعاً قصده الجميع لأداء صلاة الجمعة.
أول مدينة عربية في شمال أفريقيا، دمجت القيروان بأراضي الخلافة الأموية، ثم السلالة العباسية التي خلفتها. لكن في عام 800، حرر الأمير الأغلبي نفسه من سلطة الخليفة في بغداد ليؤسس سلالته الخاصة، سلالة الأغالبة، التي كانت أول سلالة عربية محلية. سيطر الأمير على منطقة تمتد حتى شرق الجزائر وتونس وطرابلس.على الرغم من الاستقلال الرسمي، واصل خلفاؤه قسم الولاء للخليفة العباسي. تتوافق فترة الأغالبة (800 - 909) مع ذروة القيروان التي كانت مركزاً رئيسياً لأفريقيا والمغرب العربي، ومركز الفتح العربي في الأندلس 1. ويفسر الصحوة الاقتصادية للمنطقة موقعها الجغرافي على مفترق طرق القوافل، وازدهار الزراعة والحِرف اليدوية فيها.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الإسلام بقاء القيروان مدن الإسلام بقاء القيروان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon