توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثالثة غير مستحيلة

  مصر اليوم -

الثالثة غير مستحيلة

بقلم - سمير عطا الله

كان لديَّ انطباع بأن جورج بوش (الأب) كان رجلاً متعجرفاً؛ ولذلك نفرت من أخباره في كل مناسبة، بما فيها منصبه الأخير بوصفه رئيساً للولايات المتحدة. وعندما انهار الاتحاد السوفياتي، شعرت بأنه سوف يتصرف بغرور وشماتة. وعندما ذهب ميخائيل غورباتشوف إلى واشنطن يطلب مساعدة أميركا في المحنة التي تمر بها بلاده، راقبت تصرفات بوش، ووجدت فيها مزيجاً من العجرفة والانتقام.

أقرأ في كتاب «أوطان» للمؤلف البريطاني الشهير تيموثي غارتون آش، أحد المرجعيين في تاريخ أوروبا الحديثة. في الفصل المتعلق بسقوط جدار برلين، طالب سياسيون كثيرون جورج بوش بالذهاب، والاحتفال، بانتصار الغرب فرفض، وكان له هَمّ واحد: عدم إهانة غورباتشوف، خصوصاً أمام شعبه. أمّا الهَمّ الثاني، فكان عدم إهانة الشعب الروسي! وعندما التقى الزعيمان في قمة مالطا، روى غورباتشوف: «قال لي جورج، ميشا، لا نيّة لي في الرقص على جدار برلين».

طبعاً أوروبا كلها رقصت آنذاك، وهي تفتت حجارة الجدار، لكنني كنت بين الملايين الذين اعتقدوا أن الراقص الأول سوف يكون بوش، الذي كان ذات يوم مدير الـ«سي آي إيه» الذي كان يعمل على تدمير الاتحاد السوفياتي.

أخطأ الجميع. رجال الدولة لا يتصرفون في خفة. أدرك بوش أن عليه أن يخفي بهجته بالانتصار؛ لأنها ستتحول إلى مشكلة، ولأنها كانت لحظة تاريخية كبرى، ويجب ألّا يدخلها صغيراً، لكن تلك اللحظة التاريخية لم تتوقف. بعد سقوط الجدار، عادت الوحدة الألمانية. وكبرت الوحدة الأوروبية، وقامت الأعراس، لكن من يضمن أن التاريخ خط مستقيم؟ محل تلك الأفراح خرجت بريطانيا من الإطار الوحدوي، وقام نظام توتاليري في المجر، وحدثت في أوكرانيا أعنف حرب منذ العالمية الثانية.

سوف تتكلف إعادة إعمار أوكرانيا، التي هي أفقر بلدان أوروبا، نحو 500 مليار دولار على الأقل. وفي الماضي كان المعلقون يحذرون من حرب عالمية ثالثة، واليوم يحذر منها فلاديمير بوتين، كأنه يتحدث عن موعد القطار، ويتحدث عنها السياسيون كأنها مجرد خطاب لا يُقصد به سوى تمضية الوقت.

قد يكتفي زعماء العالم من الحرب الكونية بالمؤتمرات الصحافية، والانتخابات المسبوكة، لكن الكارثة إذا ما جاء الذئب حقاً؛ أي إذا خسرت روسيا حرب أوكرانيا، أو إذا ربحتها، عندها لا يبقى سوى الثالثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثالثة غير مستحيلة الثالثة غير مستحيلة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon