توقيت القاهرة المحلي 07:20:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثالثة غير مستحيلة

  مصر اليوم -

الثالثة غير مستحيلة

بقلم - سمير عطا الله

كان لديَّ انطباع بأن جورج بوش (الأب) كان رجلاً متعجرفاً؛ ولذلك نفرت من أخباره في كل مناسبة، بما فيها منصبه الأخير بوصفه رئيساً للولايات المتحدة. وعندما انهار الاتحاد السوفياتي، شعرت بأنه سوف يتصرف بغرور وشماتة. وعندما ذهب ميخائيل غورباتشوف إلى واشنطن يطلب مساعدة أميركا في المحنة التي تمر بها بلاده، راقبت تصرفات بوش، ووجدت فيها مزيجاً من العجرفة والانتقام.

أقرأ في كتاب «أوطان» للمؤلف البريطاني الشهير تيموثي غارتون آش، أحد المرجعيين في تاريخ أوروبا الحديثة. في الفصل المتعلق بسقوط جدار برلين، طالب سياسيون كثيرون جورج بوش بالذهاب، والاحتفال، بانتصار الغرب فرفض، وكان له هَمّ واحد: عدم إهانة غورباتشوف، خصوصاً أمام شعبه. أمّا الهَمّ الثاني، فكان عدم إهانة الشعب الروسي! وعندما التقى الزعيمان في قمة مالطا، روى غورباتشوف: «قال لي جورج، ميشا، لا نيّة لي في الرقص على جدار برلين».

طبعاً أوروبا كلها رقصت آنذاك، وهي تفتت حجارة الجدار، لكنني كنت بين الملايين الذين اعتقدوا أن الراقص الأول سوف يكون بوش، الذي كان ذات يوم مدير الـ«سي آي إيه» الذي كان يعمل على تدمير الاتحاد السوفياتي.

أخطأ الجميع. رجال الدولة لا يتصرفون في خفة. أدرك بوش أن عليه أن يخفي بهجته بالانتصار؛ لأنها ستتحول إلى مشكلة، ولأنها كانت لحظة تاريخية كبرى، ويجب ألّا يدخلها صغيراً، لكن تلك اللحظة التاريخية لم تتوقف. بعد سقوط الجدار، عادت الوحدة الألمانية. وكبرت الوحدة الأوروبية، وقامت الأعراس، لكن من يضمن أن التاريخ خط مستقيم؟ محل تلك الأفراح خرجت بريطانيا من الإطار الوحدوي، وقام نظام توتاليري في المجر، وحدثت في أوكرانيا أعنف حرب منذ العالمية الثانية.

سوف تتكلف إعادة إعمار أوكرانيا، التي هي أفقر بلدان أوروبا، نحو 500 مليار دولار على الأقل. وفي الماضي كان المعلقون يحذرون من حرب عالمية ثالثة، واليوم يحذر منها فلاديمير بوتين، كأنه يتحدث عن موعد القطار، ويتحدث عنها السياسيون كأنها مجرد خطاب لا يُقصد به سوى تمضية الوقت.

قد يكتفي زعماء العالم من الحرب الكونية بالمؤتمرات الصحافية، والانتخابات المسبوكة، لكن الكارثة إذا ما جاء الذئب حقاً؛ أي إذا خسرت روسيا حرب أوكرانيا، أو إذا ربحتها، عندها لا يبقى سوى الثالثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثالثة غير مستحيلة الثالثة غير مستحيلة



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon