توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأقدام تتقدم

  مصر اليوم -

الأقدام تتقدم

بقلم : سمير عطا الله

أطلق توفيق الحكيم قولاً شهيراً في السخرية من ثروات لاعبي كرة القدم، عندما قال: «انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم».إن لاعباً مصرياً واحداً يجني من المال ما لم يعرفه أدباء مصر مجتمعين منذ أيام أخناتون.

قال صاحب «اليوميات» هذا القول قبل نحو 35 عاماً. وهو قول فيه غيرة لا معنى لها، لأنه باستثناء السجع في الجملة، فلا منطق لها. اللاعب يجني ثروته من مهنة تدر مئات الملايين، والكاتب يؤمن دخله من مهنة لا تزال تثير الشفقة في بلاد مثل بلداننا، ولو أنها تحولت إلى صناعة وتجارة كبرى في الدول التي تقرأ.

استند الحكيم إلى مثال خاطئ لكي يعبّر عن مراراته. ونسي أن في الصحافة نفسها، الأكثر مبيعاً هي التي تكتب بالقدم. ولو عاش لأدرك أن هموم الأكثرية الساحقة من الناس تتابع أخبار الرياضة ولا تترك للسياسة والأدب سوى اللمحة العابرة. وكان الحكيم يتحدث عن «ملايين الجنيهات»، لكن ثروة بعض اللاعبين الآن تفوق الملايير، ويتمتع العشرات منهم بعشرات ومئات الملايين.

كانت شكوى الحكيم في الحقيقة من يأس الكتّاب، وليس من غنى اللاعبين. خصوصاً كتاب النخبة. وكانت مبيعات إحسان عبد القدوس أضعاف أضعاف عبد الرحمن بدوي، أو لويس عوض.

يتحكم «السوق»، أو «الاستهلاك» بقواعد الحياة كلها. ولم تعد هناك قواعد أو منطق أو معقولات. ماذا لو أدرك الحكيم أرقام بيزوس والجنوب أفريقي سيسبونيسو غاكسا. إن أرقام أثرياء اليوم تتجاوز طاقة الكمبيوتر على الحساب، وكنا نفاخر طوال قرون بأننا اكتشفنا الصفر، لكن التكنولوجيا اليوم جعلت كل ما قبلها صفراً في جدول العلوم.

قام أدب الحكيم على الماضي. استلهم الكثير من تراث وأدب الفراعنة، ثم كانت صدمته الثقافية الكبرى عندما ذهب إلى باريس، هو وطه حسين، وقبلهما عبد الرحمن الكواكبي، وهناك اكتشفوا أن ثمة شيئاً مبهراً هو أيضاً يدعى المستقبل. وهذا المستقبل لم يتوقف. إنه الآن «الذكاء الاصطناعي» و«أبل» التي أسسها شابٌ من حمص هو ستيف جوبز، حيث تجري الآن مساع حثيثة لتأسيس جمعيات النهضة الثورية الكبرى، وإحياء تراث «وعد بن وعد المكنّى» بكاشف الغطاء عن أسباب الفصل بين «الباء والياء».

تشكل الرياضة التي شكا منها الحكيم جزءاً مهماً من اقتصاد العالم، وبعض الفرق تشكل «القوة الناعمة» لدول مثل البرازيل، أو لدول شديدة التقدم مثل ألمانيا وفرنسا. القول الذي بدا ساخراً في حينه يبدو مضحكاً اليوم. بعكس أعماله الأخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقدام تتقدم الأقدام تتقدم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon