توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السادس من حزيران

  مصر اليوم -

السادس من حزيران

بقلم - سمير عطا الله

مرّ الخامس من يونيو (حزيران) هذا العام كما ينبغي له ولنا. القليل جداً من المقالات، والنادر من الانتحاب المتفرد بتكرار الشتيمة لمصر وجيشها وشعبها. غابت تلك الأطنان من المقالات التي حمّلت مصر وحدها هزيمة عام 1967 مع أن تلك الجبهة العسكرية كانت تضم سوريا والأردن، وإلى حدٍّ ما العراق. ولا شك طبعاً في حجم مسؤولية عبد الناصر، وكيف شرحها لشعبه. لكنَّ العسكريين العرب والمصريين والغربيين، تدافعوا عاماً بعد آخر، وذكرى بعد أخرى، في إثبات عبقرياتهم وخبراتهم، ولعل وليت ولو كانوا هم في القيادة لما حلّت بالعرب تلك الكارثة المهينة.

أخذت الهزيمة موقعها في التاريخ. وضلّت حساباتها الاستراتيجية. بعد تاريخ من الانتصارات هُزمت فرنسا النابوليونية في واترلو، وانتهت كإمبراطوريّة. وهُزمت ألمانيا ودُكّت مدنها دكاً. ووقعت روسيا تحت الهزائم، ثم قامت من جديد. وزادت واختفت إمبراطوريات كثيرة حول العالم، لكن لم يتعرض له الشعب المصري.

تعرضت مصر للحملة نفسها بعد «كامب ديفيد». وعُدَّت أنها على خطأ قومي واستراتيجي معاً. وأدّت الحالتان إلى تمزًّقٍ عربي شرس، فغاب فيه العقل والهدوء، وغابت الحدود الدنيا من العدالة والمنطق، وراح الآخرون، وهم من عناوين الانكسار، يعطون مصر الدروس في الصمود والكرامة. حتى القيادة الفلسطينية الباحثة عن أرض، خُيِِّل إليها أنها قادرة على الحلول محل مصر وعبد الناصر.

الآن إذ نتأمل خريطة الضياع نرى أمامنا مجسمات كثيرة إلى جانب فلسطين. فالهزيمة الكبرى لم تكن الفشل في استعادة ما فقدناه، بل أن نفقد ما لدينا. فقد خرجنا من عداد الأمم السويّة المطْمئنة إلى إرثها ومستقبلها ومؤشرات النمو والكفاية والتقدم والعلوم والتعليم والأمن. المستقبل الذي يطرحه علينا الأمير محمد بن سلمان الآن خالٍ من الرواسب المُعِلّة ودنيا اللفظيات الفارغة التي أغرقنا بها السادة المنقذون. مطروحٌ علينا أن نترك وراءنا إلى الأبد جميع علامات التخلف وأسباب الانهيار وعناصر التزلُّم للغرباء. وما زال البعض يرى أن البطولة هي الاستمرار في اجترار التبن، والتعابير التي زالت تماماً في العالم المتقدم.

فلنترك للمؤرخين أن يحددوا لنا، أو يحللوا، مَن كان المسؤول العسكري والسياسي في كارثة يونيو (حزيران)، هل هو عبد الناصر أم رفيق عمره وشريكه العسكري عبد الحكيم عامر؟ أم هو في الحقيقة الإعلام المتهور الذي كذب على الجميع وخدّر الجميع؟ أم هو أيضاً الشعب الذي استمتع بالحكايات المخدِّرة والأكاذيب الممتعة والخرافات التي تُنسي الأمم الحقائق التي تعيشها. من أجل أن ننسى تماماً كل الذي حدث، علينا أن نبدأ بيوم السادس من يونيو (حزيران). ما قبل ذلك مجرد درس من دروس التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السادس من حزيران السادس من حزيران



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon