توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على أي رف...؟

  مصر اليوم -

على أي رف

بقلم - سمير عطا الله

كان المثقفون، أو متابعو الشؤون الثقافية، لا يكتبون مقالاً، أو يلقون محاضرة، إلا ويأتون على ذكر الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون، صاحب كتاب «الضحك». ومن أجل أن تبدو مثقفاً حقيقياً، ومنخرطاً في قضايا الإنسان، كان عليك أن تأتي دائماً على ذكر أندريه مالرو، الذي اختاره ديغول وزيراً للثقافة في حكوماته. وأن تكون ملماً بخلافاته مع أرنست همنغواي. وحتى لو كنت إنساناً عادياً غير ملتزم بشيء، كان يفترض أنك قرأت كتاباً واحداً، على الأقل، لجان بول سارتر، ورواية واحدة لألبير كامو، وأن تكون يسارياً؛ لأن «اليمين غبي».

لم يكن هذا الجو سائداً في العالم العربي فقط، بل في كل العالم. ومن لم يقرأ هؤلاء السادة بلغاتهم، قرأهم في ترجماتهم. ولم تكتفِ الناس بقراءتهم، بل صارت تذهب إلى المقاهي التي يرتادونها وكأنها مزارات تاريخية. وصارت الوجودية فلسفة لها أتباع ومبشرون، بينهم الدكتور عبد الرحمن بدوي، والدكتور سهيل إدريس، وسلامة موسى.

باستثناء أعمال ألبير كامو، التي تزداد أهمية وانتشاراً وترسخاً في القيمة الأدبية والإنسانية، لم يعد أثر لأحد تقريباً، قلة تعرف من هو هنري برغسون وما هي فلسفته. وتسأل عن كتاب «الضحك» في مكتبات باريس ولا يعرف البائع عمن تتحدث. وقد تعرف الناس من هو أندريه مالرو، لكنها لا تذكر ماذا كتب. لماذا بقي كامو وزال سارتر؟ لماذا لم يعد عبد الرحمن بدوي في المكتبات، ولا يزال يملأها عباس محمود العقاد؟ لماذا تتحول مؤلفات معينة إلى كلاسيكية، عبر العصور، وتزول أطنان المؤلفات الأخرى بعد حين؟

لا أعرف كل الأجوبة. يخيل إليّ أن هناك أدباء مرحليين ينقضون مع مراحلهم. وقضايا تُنسى مع انتهائها. أدب سارتر كان في معظمه آنياً، وأعمال مالرو كانت حدثية، بينما انصرف كامو إلى العمق البشري والنفس البشرية في أبدياتها.

كان جان بول سارتر يمضي نصف يومه في مقهى «الدوماغو»، حيث يكتب، و«يستقبل»، ويتظاهر! وبسببه أصبح «الدوماغو» أشهر مقهى في فرنسا، وربما في العالم. وتقوم إلى جانب «الدوماغو» مكتبة رئيسية لا بدّ أن القيّمين عليها حلموا بأن يؤثر عبق المكان على حركة البيع. كل مرة أدخل المكتبة المذكورة أرى مؤلفات سارتر ازدادت اختباء. وبرغسون في المستودع. وكامو يزدهر. والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أي رف على أي رف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon