توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكراً لعزوفكم

  مصر اليوم -

شكراً لعزوفكم

بقلم - سمير عطا الله

الهدف من إجراء انتخابات دورية في الأنظمة الديمقراطية هو محاسبة النائب: إما يُجدّد له أو يخرج من البرلمان. وفي حين لا يحصر المقعد النيابي بعدد معين من الدورات، تحدد الرئاسة بدورتين، كما في أميركا وفرنسا، وتدوم في بلدان أخرى مدى الحياة. وأحياناً ما بعدها.
حيث لمح الناخب اللبناني حرية، تمسك بها. وحيث كانت له حريّة الخيار، أعلن خياره. وكان أن انهزمت مجموعة من الضعفاء والمجهولين المنادين بالدولة المدنية، العائلات السياسية التقليدية في طرابلس وجبل لبنان، مثل الأمير طلال أرسلان وفيصل كرامي، في حين تجلى وليد جنبلاط ممثًلاً العراقة والتقدمية معاً.
في الحسابات اللبنانية ومتعرجاتها ورمزياتها، وليد جنبلاط هو الرابح الأبرز رغم صغر حجم كتلته وطائفته. فالحملة لإلغائه كانت بلا سابقة. وقد نجح أيضاً، وعلى نحو مثير، في تسليم الإرث إلى بِكره تيمور. وفي حين ظلت الزعامات المسيحية والسنية مقسمة بين أكثر من فريق، حسمت الزعامة الدرزية كلياً مع غياب الوجوه القديمة والجديدة، المدعومة من سوريا و«حزب الله» وسائر خصومه.
اللافت، أن معظم الرموز الخاسرة كانوا إما على علاقة وفاء قديمة مع سوريا، أو على مودة شخصية مع الرئيس بشار الأسد، مثل أرسلان وسليمان فرنجية الذي تعرّض لنكسة مهمة في مدينته، زغرتا. ومثل هذه النكسة اصابت أيضاً المرشح الآخر للرئاسة جبران باسيل. ومعروف أن معركة البرلمان هي أيضاً معركة رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، وقد لا تهلاّن.
ومما يلفت تصريح الرئيس سعد الحريري عن نتائج الانتخابات، فقد غرّد أن عزوفه عن خوض المعركة أدّى إلى خلخلة الهيكل السياسي في لبنان. تخيل لو أنه لم يعزف، ماذا كان حدث. أنا شخصياً لا أملك مثل هذه المخيلة. وإذا بقينا في الحقيقة رأينا أن «المجتمع المدني» فاز بثلاثة مقاعد في بيروت، قلب العزوف الحريري. وأن إبراهيم منيمنة «فاز بـ18 ألف صوت»، (أعلى نسبة اقتراع لنائب سني).
أظهرت نتائج الانتخابات أن هذه لحظة الإقدام. لحظة الشباب الذين تحدوا كل الروحيات العفنة وتجاوزوا الموروثات المعلّة بحثاً عن تغيير ينفض عن لبنان صورة الرعونة الوطنية، التي ترفض مفارقته.
ما حدث هو انتصار روحي معنوي لا أكثر. أما النصر الحقيقي، فهو أن يرتقي اللبنانيون إلى المصالحة وإلى مصلحتهم في اختيار طبقة سياسية ترد عنهم بلاء الفرقة والغطرسة والخراب المندفع دون توقف. استثمر وليد جنبلاط الانتخابات لكي ينتشل الدروز من مأزقهم الوجودي. وتولى المفتي دريان بنفسه تذكير السنة بأنهم جزء من وطن لا من صراعات فردية وبدع مكتومة. وخففت خسارة العونيين من مأزق الموارنة التاريخي في الصراع على الكرسي بدل الرجل. ومرة أخرى تألقت المرأة بفوز جميل عفوي غير مصطنع ولا مصنّع. نساء لم يكنّ يعرفهنّ أحد. ومن جميع الطوائف. وكانت المرأة دخلت البرلمان العام 1963. وهذه الدورة تحفل بوجوه راضية وصادقة وبلا مساحيق كرنفالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكراً لعزوفكم شكراً لعزوفكم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon