توقيت القاهرة المحلي 02:22:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ندولا أم كاتانغا؟

  مصر اليوم -

ندولا أم كاتانغا

بقلم - سمير عطا الله

ليل الثامن عشر من سبتمبر (أيلول) 1961 كانت طائرة من طراز «دي سي 6» قادمة من مدينة ليوبولدفيل (لاحقاً كينشاسا)، عاصمة الكونغو المستقلة حديثاً، عندما سقطت في غابة كثيفة على بعد تسعة أميال من مدينة ندولا، شمال روديسيا (زامبيا).

كانت الليلة مقمرةً والطقس صافياً. وكان على تلك الطائرة، السويدي داغ هامرشولد، ثاني أمين عام للأمم المتحدة، الذاهب إلى ندولا للقاء مويس تشومبي، زعيم إقليم كاتانغا المنشقّ، والمتهم بالعمل لحساب شركات المناجم البلجيكية.

قُتل هامرشولد وستة من مرافقيه وبقي أحد الصحافيين حياً «لبضعة أيام»، ثم توفي متأثراً بجروحه. وبوفاته فُقد الشاهد الأخير في حادث قيل، في شبه إجماع، إنه مدبَّر لقتل الرجل الذي قال عنه جون كينيدي: «أنا لست شيئاً أمامه. إنه أعظم سياسي في القرن العشرين».

شاعت آنذاك نظريات عدّة؛ منها ما اتهمت «سي آي إيه»، ومنها ما قالت إنها شركات المناجم، لكنّ أحداً لم يَقُلْ إنه قضاء وقدر. ودخل مقتل أهم أمناء المنظمة الدولية في باب الجرائم العالمية الغامضة مثل اغتيال جون كينيدي، أو مثل حكايات الصحون الطائرة، والكائنات الفضائية.

ومن باب آخر، دخل الأستاذ الجامعي التاريخ بوصفه واحداً من أكثر سياسيي العالم نُبلاً وشهامةً وشجاعةً. بين الكتب التي وُضعت عن القضية، واحد مرجعي من تأليف الباحثة سوزان ويليامس. والآن تعود في كتاب آخَر من إصدارات جامعة «ييل» يرتكز على الكلمات الأخيرة للشاهد الأخير. يُقرأ الكتاب بمتعة مثل كتب التشويق، لكنه لا يضيف شيئاً ولا يحل لغز أول شهداء أفريقيا، وأهم شهداء الأمم المتحدة. لماذا إذن الكتابة عنه؟ لأنه في تلك الليلة، كان شاباً في العشرين من العمر، جالساً وراء مكتب خشبي عتيق، في جريدة عتيقة، يترجم الأخبار القادمة من «ليوبولدفيل وستانليفيل وندولا وكاتانغا». بعض تلك الأسماء بقي، وبعضها زال، إلا من الذاكرة. لكنْ هذه هي مهنة الصحافة.

إنها تضع العالم على بُعد آلاف الأميال، بين يدي صحافي ناشئ غير واثق بأنه قادر على تأمين عشاء صحن الفول. غير أن هذه المهنة الساحرة تأخذه إلى ندولا وتعبر به نهر الكونغو، وتملأه حزناً وغضباً لمقتل هامرشولد وباتريس لومومبا ومارتن لوثر كينغ. إنني لا أتعب من إسداء الشكر إلى هذه المهنة. كم عرَّفتني من الناس والبلدان والأحداث، وكم مكّنتني من مشاهدة التاريخ، إمَّا مِن وراء مكتب، وإما من غابة في كينيا، وإما من ساحة المرتزقة الذين يجنَّدون للقتال ضد أحرار أفريقيا. وأعتقد أنني، من جانبي، كنت أميناً لها. لم أُشعرها مرة بأن في إمكاني أن أتخذ أي مهنة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ندولا أم كاتانغا ندولا أم كاتانغا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon