توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاربون مستعربون عاربات مستعربات: الإيطالي العاشق

  مصر اليوم -

عاربون مستعربون عاربات مستعربات الإيطالي العاشق

بقلم - سمير عطا الله

كان الإيطاليون الأقل عدداً والأقل اهتماماً بالعرب وبالشرق برغم العلاقات والروابط والحروب والصراعات التي قامت زمن الإمبراطورية الرومانية. وأيضاً بما حدث من امتدادات وروابط إبّان الإمبراطورية العربية التي بلغت صقلية، حيث ترك العرب الكثير من الآثار، والكثير من لغتهم أيضاً.

أحد أشهر أولئك المستعربين القلائل الذين سافروا في الشرق وكتبوا عنه، كان بيترو ديلا فاليه. ولكن ماذا كان السبب في استعراب فاليه؟ لا بد من عنصر مضحك في كل حكاية إيطالية. وُلد ديلا فاليه في روما عام 1586 لعائلة ثرية. درس الموسيقى، وألفها، وكتب في الآداب، والفكر، وفي السفر خلال عصر النهضة، أجمل عصور إيطاليا.

أتقن بيترو الكثير من اللغات وأحب المغامرة. وفي عام 1611 شارك في الحملة الإسبانية ضد «البرابرة». لكن مقابل تلك الحياة الغنية بالثروة والإثارة، كان السنيور بيترو عاشقاً حزيناً، تماماً كما يقول المثل: «موفق في المال، تعيس في الحب».

بلغت به التعاسة أنه أخذ يفكر في الانتحار. لا. لا. على رسلك أيها العاشق الشقي. هكذا - تقريباً – قال له أستاذ الطب في نابولي، ماريو شابيرو. ثم قال الصديق ماريو: خذها مني، يا بيترو. اذهب شرقاً وسافر في تلك البلاد الساحرة، وسوف تنسى آلام الحب. ولا تنسَ أن تكتب إليّ عن انطباعاتك.

تحولت انطباعات العاشق المترحل إلى دراسات مرجعية في مكتبات إيطاليا، ومحفوظات المستشرقين. بدأ رحلته في إسطنبول، حيث أمضى نحو عام يتعلَّم العربية، ومن ثم إلى الإسكندرية، والقاهرة، فالقدس. ولما كان من عائلة ثرية، فإنه كان يسافر ترافقه حاشية من تسعة أشخاص.

في حلب رأى صورة فتاة عراقية جميلة تعيش في بغداد، فما كان منه إلا أن اتجه نحو عاصمة الرشيد كي يطلبها من أهلها. ولم ينسَ عمله المهني بعد الزواج، فذهب مع امرأته إلى بابل، حيث حقق أول اكتشافات من نوعها. وحمل معه إلى أوروبا حجارة من نينوى وأور. وفي عام 1617 غادر بغداد إلى بلاد فارس. عام 1621 وفيما يستعد للعودة إلى إيطاليا بعد تدهور صحته، وضعت زوجته مولوداً، لكن ما لبثت أن توفيت هي والمولود معاً. عام 1626 وجد لنفسه مكاناً على باخرة بريطانية متجهة إلى الهند. الأبحاث التي تركها عن تجواله تعدّ إلى اليوم الأكثر أهمية عن تاريخ المنطقة.

من مسقط عام 1625، ومن البصرة بدأ طريق العودة مروراً بقبرص، ووصل إلى روما في مارس (آذار) 1926، حيث استُقبل بحفاوة كبرى في الأوساط الأدبية والعلمية. تزوج مرة ثانية من فتاة جورجية الأصل. وعاش حياة هادئة، انصرف خلالها إلى وضع المؤلفات الموسيقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاربون مستعربون عاربات مستعربات الإيطالي العاشق عاربون مستعربون عاربات مستعربات الإيطالي العاشق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon