توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا سفاهة في الحرية

  مصر اليوم -

لا سفاهة في الحرية

بقلم - سمير عطا الله

من دون حرية، تموت الصحافة في بطء. ولا يمكن للبذور أن تنمو في التربة من دون مياه تمدها بالسقي الأول، أي الحياة. وتموت الصحافة فوراً إذا اختلطت الحرية بالسم، ولم يميز طالب الحرية بين السقط الأخلاقي والحقيقة، وإذا استوهم بأن للحرية معنى واحداً، هو الهدم والشتم والذم والصراخ. لا يمكن أن تكون هناك حرية من دون نبل ورقي وشهامة. الشتّام شتام، ولا اسم آخر له، ولا صفة ولا كنية. والذي يستسهل لغة الشتم ويحبذها ويصفق لها ويتلذذ بروائحها، هو مجرد ناقل أوبئة. لم ينسب إلى الزعماء الأحرار مرة واحدة كلمة نابية واحدة. حتى في حق الاستعمار. نستعيد تلك النضارات مع ذكرى ثورة 19 وإرث سعد زغلول، نستعيد صفحات الإشراق، في الحكم وفي المعارضة، ونحن نرى ما تتعرض له مصر اليوم من بعض المعارضين من شماتة وشتم، وهي تواجه أزمات مرعبة في تاريخها. ومن الجهل والتجاهل ألّا ينتبه مناضلو المعارضة إلى أن هذه الأزمات الوجودية آتية هذه المرة من الخارج، وليس من تقصير داخلي. ليست هي من أشعلت أزمة القمح العالمية في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات إلى اليوم. وليس ذنب وزارة الاقتصاد أن مطاحن وأفران مصر لا يمكن أن تلحق بمعدل زيادة الاستهلاك، وليس ذنبها اشتعال حرب إقليمية وحشية في دارها وحول خواصرها.

برغم حجم هذه الأزمة الرهيبة، تصرفت مصر المسؤولة، حكومة ومؤسسات وجماعات وأهالي، بأرفع درجة من المسؤولية. أظهر الجميع أكبر درجة من التماسك والصبر واليقظة. وتذكر الجميع أن الذي يعاني كل هذه الآلام في نهاية المطاف هو شعب مصر، وليس حكومتها، ولا معارضتها، ولا الشتامين الذين لا يدركون على أي أرض يقفون.

من الغباء أن ننكر حجم الأخطار المحيقة بمصر. ولذا، فإن المرحلة ليست مرحلة لفظيات وشماتات شارعية، والوقوف عكس هذا التماسك الواعي والعفوي، فيما تهتز معظم الدول الأخرى بتبلبل مسارها كدول قائمة، بل تفقد صورتها كدول قائمة، بل تفقد صورتها كدول قابلة للحياة، وليس للانهيار أمام أكبر أو أصغر موجة من موجات التدمير.

ليس شعراً، ولا رومانسيات، القول بأن هذا الأسلوب الفارغ، والصدئ، في التعاطي مع المحنة القائمة، جريمة في حق كل مصري. وخصوصاً في حق الذين يعرفون معنى الفارق بين المشكلات الحكومية، ومسائل الوجود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا سفاهة في الحرية لا سفاهة في الحرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon