توقيت القاهرة المحلي 14:36:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكتبة ولا كتاب

  مصر اليوم -

مكتبة ولا كتاب

بقلم - سمير عطا الله

كان رونالد ريغان شخصية متعددة في التاريخ الأميركي: ممثل من الدرجة الثانية، ورئيس من الدرجة الأولى. ممثل عادي في هوليوود، ثم حاكم على كاليفورنيا كلها. أجل مضحك هو صاحب الذاكرة الضعيفة في حفظ الأسماء، لكنه يحوِّل هذا الضعف إلى قوة في إضحاك الجماهير، والسخرية من الذات. وكان لا يحب القراءة، غير أنه أدرك أنْ لا شيء سوف يخلِّد ذكراه مثل إنشاء مكتبة تحمل اسمه. في ذكرى مرور عشرين عاماً على وفاته، تبدو مكتبة ريغان في وادي سيمي، بكاليفورنيا، أكثر أهمية عند الأميركيين من أنه الرئيس الذي أنهى الحرب الباردة. ويتناسب موقعها في الطبيعة مع صورة ريغان السائدة في الأذهان، بثياب رعاة البقر، المأخوذة من أحد أفلامه.

عندما تمّ تدشين المكتبة، كان ريغان في الثمانين من العمر، ولذلك، قال: «يزرع المتقدمون في السن الأشجار رغم أنهم لا يتوقعون رؤية ثمارها». هكذا كان حال الرؤساء الذين سبقوه ومكتباتهم أيضاً. وقد روَّج كل منهم لمكتبته على طريقته. فقد كان هاري ترومان يذهب إلى المكتبة كل يوم، بين 1957 و1967، أي في أوقات الفراغ والسلم. ومعروف أنه كان أول من رشق البشر بقنبلة نووية، وحملت هيروشيما ذكره العطر. أما ليندون جونسون فكان يجتذب الطلاب إلى مكتبته بتقديم كعك «الدونات» مجاناً.

ظاهرة غريبة حقاً: مكتبات عظيمة، ورؤساء لا علاقة لمعظمهم بالثقافة. ربما كانت هناك معرفة سياسية لدى جون كينيدي وريتشارد نيكسون. الباقون من الفئة العادية جداً. أقرب الأصدقاء، إلى هاري ترومان، كان بائع ثياب جاهزة.

أجل، هناك الكثير من «الرئيس والمكتبة» لكن ليس هناك شيء من «الرئيس والكتاب». حتى الأميركية الأولى نادراً ما كانت على شغف ثقافي، الاستثناء الكبير كان جاكلين كينيدي، التي حملت الأدب الفرنسي، والعادات الفرنسية، إلى البيت الأبيض.

التميز الثقافي ليس همّاً في بنسلفانيا، مثلما هو في الإليزيه. ولا حتى في «10 داوننغ ستريت»، حيث تكاثرت السيدات بعد مارغريت تاتشر. لكنَّ الثقافة لم تكن همّاً ولا ميزة. هذا شأن الجامعيات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبة ولا كتاب مكتبة ولا كتاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon