توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طاولة بلا تفاوض

  مصر اليوم -

طاولة بلا تفاوض

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

منذ أيام جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى موسكو، وسيطاً في المواجهة العالمية حول أوكرانيا. طلب منه مضيفوه ما لا يطلبه مضيف من رئيس دولة: الخضوع لفحص «كورونا». رفض الفرنسيون كما هو متوقع، وبدلاً من أن يستقبل فلاديمير بوتين الضيف بالمصافحة أو بالتحية عن بُعد جعله يجلس قبالته إلى طاولة جرداء طولها خمسة أمتار، وعليها باقة ورد واحدة.
عاد ماكرون من موسكو بما عاد به جميع الوسطاء الدوليين من بغداد عشية غزو الكويت. منذ 22 عاماً يردد فلاديمير بوتين كلمة واحدة: لا. وينفذ سياسة واحدة: الدبابات. ويعامل خصومه وحلفاءه بطريقة واحدة.
يكرر بوتين منذ وصوله إلى الكرملين مشهداً ثابتاً: إحراق غروزني حتى الرماد. ضم القرم باعتبارها قضاء روسياً، غزو جورجيا، اقتحام بيلاروسيا، ومعاملة أوكرانيا على أنها مجرد أمة نشأت من أجل أن تموت على يديه. أوكرانيا هي المبارزة التي يعد لها بوتين منذ زمن. الغزوات الأخرى كانت مجرد تدريبات لإعطاء العالم لمحة عن رؤيته للخريطة الدولية. أما الآن فها هو يضع بينه وبين أوروبا طاولة طولها خمسة أمتار في غرفة عارية حتى من لوحة. أو كرسي. رافضاً أن يقبل نتائج الفحص الفرنسي لرئيسهم.
صدام حسين كان يرفض تناول الطعام حتى من صحن الملك حسين. وكان يفرض على جميع ضيوفه الدوليين أن يمروا في فحص تطهيري قبل الوصول إليه ومصافحته. ومعمر القذافي كان يجلس على كرسي عال في خيمته ويجعل ضيفه يجلس على الأرض.
كل شيء يشبه وضع العالم عشية غزو الكويت. رجل يعتبر أن الدولة المجاورة حديقته، والدول التي تليها حديقة حديقته، وكل من حولها معتد وطارئ. أعطى بوتين في الآونة الأخيرة درساً آخر للآخرين. أيقظ جو بايدن على أن هذا العالم لا يتغير، وأن بالنسبة إلى البعض، الخوف من الحرب العالمية مثل الخوف من البعوض.
جعل بوتين العالم أجمع على رؤوس أصابعه. هوت الأسواق. ارتعدت أوروبا. ارتعب 40 مليون أوكراني من فكرة أن يروا الروس في بلادهم مرة أخرى. لكن لا شيء يحرك بوتين. إنه ذاهب إلى كل الحروب في كل الأمكنة.
من الصعب على العالم أن يتعامل مع حاكم دولة كبرى يعامل رئيس فرنسا مثل ناطور معاقب. وحاكم يعتبر أن له الحق في الحرب من أجل جواره، وله الحق في الحرب إذا حاول الآخرون حوارهم. وقد لا نكون أمام حرب عالمية كما قال بايدن، لكننا أمام محارب لا يعرف لغة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاولة بلا تفاوض طاولة بلا تفاوض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon