توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إقالة من انتخبه

  مصر اليوم -

إقالة من انتخبه

بقلم - سمير عطا الله

عندما اغتيل اسحق رابين، شريك ياسر عرفات في مشروع السلام، جاء سياسيو إسرائيل للتعزية، ومنهم بنيامين نتنياهو. لكن ليا رابين لم تسمح له بالزيارة «هذا الرجل لا يدخل منزلنا». أرادت الأرملة القول إن نتنياهو وليكوده ومتطرفيه هم القتلة. بعد أسابيع ذهب الإسرائيليون لانتخاب خلف لرابين، فكانت الأصوات التي رجحت فوز نتنياهو أصوات السجناء والمحكومين.

عطّل نتنياهو كل خطوة للسلام. ولم يقدم على خطوة واحدة في اتجاه عرفات. واعتمد في رفض مبادرات الزعيم الفلسطيني على دعم واحد من أسوأ رؤساء أميركا، جورج بوش الابن. إذن، جاء «ملك إسرائيل» إلى الحكم بالانتخاب، في «الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». وظلوا ينتخبونه.

أكمل الفلسطينيون بعد تعهدات أوسلو سياسات ياسر عرفات، واستبدل نتنياهو باسحق رابين «يوآف غالانت» و«أفيغدور ليبرمان» و«بن غافير»، وسائر رموز الحرب والتطرف.

كانت واشنطن، حتى أوسلو، مليئة بنشاط عربي جيد نسبياً. وكانت الجامعة العربية في ذروة حركتها. وظهرت في مواجهة اللوبي الإسرائيلي، الأكثر نفوذاً، حركات وشخصيات عربية مؤثرة وفعالة مثل إدوارد سعيد وكلوفيس مقصود. وظل إدوارد سعيد حتى وفاته، من دون منافس إسرائيلي من حجمه.

اطمأن العرب إلى ما أحرزوه، وشجعهم الإسرائيليون على السبات. وطبّق الجميع قاعدة «القرار الفلسطيني المستقل» التي أعفت الآخرين من مسؤولياتهم. وعادت المنظمة إلى الداخل تتصرف كدولة «هادئة»، بعدما كانت قبلها موجودة في كل عاصمة، خصماً أو صديقاً.

كانت الخلافات مع المنظمة أو ضمنها، كثيرة. وكان أبو عمار يفاخر بأن الخلاف بين الفصائل دليل على الديمقراطية الفلسطينية. لكنه كان أدرى الناس جميعاً كم كانت الديمقراطية بعيدة. وكذلك الديمقراطيون. وإذ انفرد في عزلته «بالقرار المستقل»، وجد نفسه وحيداً، أمامه دبابة شارون. وحافظ بكل قواه وجبروته على ابتسامته وهو يركب طائرة وزارة الدفاع الفرنسية إلى باريس، للعلاج من سم قاتل.

دفن الفلسطينيون مع «الاختيار» وهج القضية. الدولة الجديدة لم تُدع إلى قمة بيروت لمبادرة السلام. وأدى خلل ميكانيكي (دائماً) حتى إلى منع كلمة أبو عمار من البث. مع شخصية هادئة ورجل دولة مثل محمود عباس، قرر الفلسطينيون الابتعاد عن الصراعات والانصراف إلى البناء. لكن الصراع لم يبتعد عنهم. تعاظم في انقسام عربي مع «حماس» وتكاثر في نزاع إيراني. وفي النهاية وجدوا أنفسهم، مع أطفالهم ونسائهم ورضّعهم، أمام الغول وجحيمه المفتوح.

تعالت أصوات كثيرة في إسرائيل بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) تنادي باستقالة نتنياهو فوراً. ليس بسبب أطفال غزة، وإنما بسبب الرهائن. السلام يحتاج إلى أكثر من موقف وسط الحرب. يحتاج إلى موقف «بشري» عام حتى لو كان الضحايا «كائنات غير بشرية» كما قال رجل نتنياهو في وزارة الدفاع. التغير ليس بإقالة نتنياهو. بل بإقالة إرثه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقالة من انتخبه إقالة من انتخبه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon