توقيت القاهرة المحلي 06:05:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجبل السحري

  مصر اليوم -

الجبل السحري

بقلم : سمير عطا الله

 

وهذا أيضاً قرن يمرّ على صدور تحفة أدبية أخرى، «الجبل السحري»، للألماني توماس مان. بدأها رواية قصيرة ساخرة. لكن في الأثناء سافر إلى سويسرا، حيث كانت زوجته تعالج في إحدى مصحات «دافوس» من التهاب في الرئة. أمضى ثلاثة أسابيع على شرفتها يتأمل العالم والحياة، ثم عاد إلى ميونيخ، حيث شرع في كتابة «الجبل السحري».

بدل الكوميديا القصيرة انتهى «مان» إلى وضع رواية من 1200 صفحة. ولم تكن رواية تقليدية، وإنما سرد تتخلله التساؤلات والشكوك وحوارات متخيلة مع أدباء ألمانيا وفلاسفتها. فالعالم كان على وشك أن ينفجر ويتداعى في مهاوي الحرب العالمية الأولى. عالمية لأن 32 دولة قد شاركت في مجازرها.

الكثير من «الجبل» سيرة شخصية على لسان البطل «هانز». وهانز، العائد من المصح في دافوس، يحمل المزيد من اليأس، «الذكاء لن ينفعك في مرضك». والطبيب يقول له «الناس هنا من أجل أن تزداد عافية، لا علماً».

سوف تجعل الرواية من صاحبها الرجل الثاني في الأدب الألماني. لكن لن يتغير العالم كثيراً بعد مرور مائة عام على تأملات هانز، والأسئلة التي طرحها على نيتشه وشوبنهاور، وسائر المتشائمين. الزعماء الشعبويون، وعودة اليمين المتطرف في أوروبا، والنزعات النازية والفاشية.

دافوس، تغيّرت. دافوس، حيث مسرح «الجبل السحري»، لم تعد مصحاً للمصابين بمرض السل، الذي كان يقضي على أوروبا، أوائل القرن الماضي. إنها اليوم مقر «المؤتمر الاقتصادي العالمي» الذي بدأ عام 1971، يشارك فيه نحو 500 شخص من كبار السياسيين والاقتصاديين، يتبادلون الآراء، والوعود، والعقود الآجلة.

أن تقرأ «الجبل السحري» اليوم، كأن تقرأ تحفة جورج موزيل «رجل بلا خصائل»، وكلاسيكيات القرن الماضي الأخرى. لقد بعدت كثيراً عنا، وصارت أدباً بطيئاً في عالم سريع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجبل السحري الجبل السحري



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon