توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافي روائياً

  مصر اليوم -

الصحافي روائياً

بقلم - سمير عطا الله

 

يكتب الصحافي خلال مسيرته، طالت أم قصرت، حياة الناس وأخبارهم والأحداث التي يمرّون بها وتمر بهم. وقلما يلتفت، أو يهتم بكتابة سيرته، التي هي غالباً في كل حال غير ذات أهمية. طبعاً هنالك ذلك النوع النادر من الصحافيين الذي يحوّل كل ما يراه، أو يعيشه أو يخبره، إلى عمل روائي.

وقد برز كثيرون من هؤلاء في آداب العالم، ربما كان أشهرهم البوليفي غابرييل غارسيا ماركيز. ومن العرب اشتهر إحسان عبد القدوس، ويحيى غانم، واللبنانية ليلى بعلبكي، والدمشقية كوليت خوري. غير أن الأكثرية الكبرى من الصحافيين ظلّت ضمن إطار الصحافة نفسها من دون الاهتمام بتجاوز الحياة البيروقراطية التي تستهلك في الغالب العمر كله. عاش عدد من الصحافيين العرب تجارب مهنية في صحافة الخليج التي بدأت أوائل الستينات من لا شيء. لا معرفة بالمطابع أو بالعمل الصحافي في أي حقل من حقوله. لذلك، تمّ الاعتماد على المهاجرين من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين، الذين كانوا قد قطعوا في المهنة أشواطاً طويلة.

مثل أي مهاجر آخر عاش الصحافي العربي تجربة معينة في مجتمعه الجديد، تجربة إنسانية متعددة الوجوه. بعض الفشل، بعض المرارة، الكثير من النجاح، الكثير من الاستقرار الوافر من الاندماج، والقليل منها جميعاً.

يعطي الزميل تاج الدين عبد الحق روايته الجديدة عن الحياة الصحافية في الخليج، وخصوصاً في أبوظبي، حيث يعمل ويعيش فيها منذ نحو نصف قرن، يعطيها عنواناً مشوقاً هو «الريح قبل هبوبها». يدخل الزميل الفلسطيني الأصل في تفاصيل الرواية وكأنه يستكمل خبراً في أخبار الصحيفة اليومية. لا يهم شيء في مقياس الأهميات. ومثل المحرر الذي تشغفه حرفة التصوير، يلعب بعفوية واضحة دور الرسام الذي يحول الأحداث إلى ألوان.

فصول كثيرة في «الريح قبل هبوبها» تذكرني بالسنوات التي عملت فيها في صحف الكويت. أولاً، «الرأي العام» أوائل الستينات، وفي «الأنباء» أوائل الثمانينات، بما مجموعه أربعة أعوام. وفي تلك التجربة الغنية تسنى لي مزاملة بعض الكبار مثل الشاعر العظيم محمد الماغوط، وطلال سلمان، ومحمد خالد قطمة، ويحيى حمزة. وفي «الأنباء» أيضاً تشرفت كمدير التحرير برفقة مصطفى أمين، ويحيى غانم، وكامل زهيري، الذي كان يسخر مني عندما يعرّف عني بطريقته «ده البيه رئيس تحريري». غير أن كامل لم يكن يمانع في نهاية الشهر بتوقيعي على راتبه.

وقد حاولت خلال تجربة «الأنباء» أن أضم إليها أكبر عدد ممكن من ذوي الشهرة المستحقة السمعة الطيبة. وكانت هناك أحياناً مرارات كثيرة خالية من ظرف كامل زهيري. وفي مهنة مليئة بالحسد والغيرة والعقد النفسية المخيفة، كان هناك الكثير من المؤامرات الصغيرة والافتراءات والخوف على الوظيفة عند الضعفاء. لكن كل ذلك لم يكن يستحق في رأيي عملاً روائياً كالذي أجاده العزيز تاج الدين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافي روائياً الصحافي روائياً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon