توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على بحر الرجز

  مصر اليوم -

على بحر الرجز

بقلم:سمير عطا الله

تبيّن لي متأخراً، الآن، ولغيري على الأرجح منذ أزمنة، لكنه اكتشاف أفرحني في أي حال، وأيما فرح. وهو أن الكتّاب والشعراء والأدباء في صورة عامة يشبهون الشجر الذي يتلاقح في الهواء. ترى شجر الصنوبر إلى جانب الصنوبر. والحور إلى جانب الحور. والصفصاف إلى جوار المياه والصفصاف.

قد تقول لي قبل أن أنتهي من كتابة هذه الفكرة، ما هذه العبقرية يا أخا العرب، التي لم يسبقك إليها أحد؟ هلمَّ أسرع سجّلها وفي كتاب الاختراعات والملكية، قبل أن يتسابق عليها المتسابقون.

مهلاً. ولا تسيء فهمي. ليس هذا ما عنيت. لم أقصد أن الأدباء يفيدون من بعضهم البعض، لأنهم يعيشون في عصر واحد، أو من مناخ واحد، مثل الحور. أقصد أنهم يعيشون في بلد واحد، ومدينة واحدة، وأنهم أصدقاء، أو خصوم، أو متكارهون. يعيش الواحد منهم وظل الآخر يتبعه. دوستويفسكي لم يكن أي إعجاب لتولستوي. وأهل الحقبة الواحدة تعارفوا، وتحابوا، وتباغضوا، وخصوصاً تحاسدوا عن قرب. تورجنيف وتشيخوف. وفي باريس كانت كوكبة الغيرة والاحتقار تضم أهم أسماء وأضواء المدينة. وكان الكاثوليكي المتديّن بول كلوديل يحاول إقناع البروتستانتي المتديِّن أندريه جيد بالتحول إلى الكثلكة. وكان التديُّن لا يزال مهماً في وجه الإلحاد الذي جاء به فلاسفة كثيرون. وسوف تلاحظ أن الوضع نفسه كان في لندن وألمانيا بين الفلاسفة. هؤلاء كانوا يتخاطبون شخصياً حول أعمالهم، وليس فقط من خلال الكتب. على سبيل المثال، النزاع الوجداني بين جان بول سارتر وألبير كامو، طه حسين وأحمد عبد الرازق. لم يكونا شجرتين في غابة، بل جاران في حارة. وكذلك العقاد. وكذلك لويس عوض، وسلامة موسى. ونزار قباني، وبدر شاكر السياب، ومحمد الفيتوري، والعدد الكبير ممن لم يستمروا طويلاً، قرأوا نتاج هؤلاء عن قرب وشاركوا في صولاتهم. لكنهم كانوا أقل حظاً، أو جلداً، أو الاثنين معاً.

ثمة فارق كبير بين أن يكون ملهمك، أو غريمك موضوعاً في صحيفة الصباح، أو أنه صاحب «الإلياذة». بعض شعراء لبنان - وكتّابه - كانوا يفتعلون المعارك، وأحياناً كانوا يختبئون خلف الافتعال لكي يعبروا عن حقيقة مشاعرهم. وأغرب هؤلاء كان شاعراً كَتَب طوال عمره قصيدة واحدة على بحر واحد، على فشل واحد. لذلك سواء كان ملهمه في زمن «الإلياذة»، أو في زمنه، ظلت النتيجة واحدة: بحر الرجز. مفاعلين مفاعلين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على بحر الرجز على بحر الرجز



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon