توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقبة الخيمة: هل طلب النيهوم حكم ليبيا؟

  مصر اليوم -

حقبة الخيمة هل طلب النيهوم حكم ليبيا

بقلم: سمير عطا الله

 

لم يُكتب الكثير عن ظاهرة القذافي. ربما لأن ليبيا لا تزال تلهث في لملمة نفسها بعد سنواته الأربعين وفتوحاته الأولى. وربما لأن المؤهلين لمثل هذا العمل الشاق من رفاقه السابقين مُحرجون في الخيار، بين الشهادة للتاريخ والصمت عنه. والآن عندما يتأمل المرء الأربعين عاماً كاملة من الغرائب والنقائض والتدلل مثل طفل في حضن ليبيا، يتساءل، مَن ومتى سوف يؤرخ لتلك الحقبة التي لم تترك فيها الجماهيرية «ثورة» إلا ونقلت الجزء الكاريكاتوري منها، من «كومونة» باريس إلى ثورة ملك ملوك أفريقيا.

لم يكن يُظهر أي هم في نقل شيء. ومنها «الثورة الثقافية» التي حاول خلالها تطبيق تعاليم ماوتسي تونغ وملهياته القاتلة على الشعب الليبي. «دولة الخيمة» للكاتب الليبي مجاهد البوسيفي محاولة مهنية فائقة في تأريخ المرحلة الجماهيرية من ضياع ليبيا (منشورات الضفاف - الاختلاف)، ونعثر فيه على أجوبة كثيرة لما شهدناه من تحولات مفتعلة عبر السنين، بدءاً بالمرحلة الناصرية الأولى، حيث يؤكد الدور الأساسي الذي لعبه «مبعوث» مصر إلى الثورة، ورجل المخابرات، الراحل فتحي الديب. غير أن المؤلف الليبي سالم الكبتي يناقض هذا الكلام، ويقول إن دور الديب كان ثانوياً إلى حد بعيد.
وثمة خلاف أيضاً بين الكاتبين حول الصادق النيهوم وعلاقته المضطربة بالقذافي حتى وفاة الأول في منفاه الاختياري بجنيف. ويكشف البوسيفي سراً مذهلاً نقلاً عن الروائي إبراهيم الكوني، وهو أن الصادق كان يخطط للوصول إلى الحكم في ليبيا «لكن العسكر سبقوه لأنه اختار طريقاً أطول».
كان البوسيفي إلى سنوات جزءاً من مؤسسة الإعلام الجماهيرية. وشاهد من الداخل كيف تعمل. وكيف تتبدل وفقاً لأمزجة اللجان، خصوصاً لمزاج الأخ القائد وآخر ما تأثر به من أفكار جديدة. ويروي أن التغيير الكبير في حكمه كان يوم ضرب الأميركيون العراق، فأصيب بخوف شديد وقام بتسليم كل ما لديه من أسلحة.
ويحاول البوسيفي أن يشرح أسباب العداء الذي حمله القذافي للغرب، خصوصاً لبريطانيا. أما قرار «طرد» القاعدتين الأميركية والبريطانية من ليبيا فكان متخذاً أيام الملكية. وكذلك سلسلة من الخطوات التي تولت الثورة إعلانها وتبنيها فيما بعد.
«دولة الخيمة»، أو دول اللجان الشعبية، أو دولة إلغاء كل مظاهر ومعالم واحتمالات قيام دولة، دراسة في تجربة استمرت 42 عاماً. كلها قاتم، وقاتم مضحك وسوريالي وغريب. والجيد فيها قليل أو نادر. رجل يخترع لشعبه كل يوم شيئاً ونقيضه، ويحمّله الثمن الباهظ، حاضراً وغائباً.
إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقبة الخيمة هل طلب النيهوم حكم ليبيا حقبة الخيمة هل طلب النيهوم حكم ليبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon