توقيت القاهرة المحلي 00:02:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفول الديمقراطية

  مصر اليوم -

أفول الديمقراطية

بقلم - سمير عطا الله

في مثل هذه الأوقات والأزمات تُكرر دائماً، على سبيل المقارنة حكايات الفارق بين الأنظمة الديمقراطية وعكسها. فيقال إن الحكومة السويسرية إذا أرادت قطع شجرة طرحت المسألة على استفتاء شعبي. الحكاية في حد ذاتها ممتعة، أما المقارنة فهي نوع من الهبل؛ لأن الاستفتاءات في بلدانهم تجري بين الناس، أما عندنا فهي تعدّ وتقام وتعلن نتائجها في غرفة واحدة.

وهذه العدوى المريحة انتقلت للجميع في مهرجان مفتوح، والدعوة عامة. المستر بايدن جاء إلى تل أبيب ورمى أميركا في الحرب إلى جانب إسرائيل، وبعدها تذكّر أن عليه أولاً، طرح المسألة على الكونغرس بحسب النص الدستوري. و«الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» (لقبها الرسمي)، شرَّدت 3 ملايين بشري، ودمّرت بيوتهم، وطمرت 50 ألفاً منهم تحت الركام، وقوضت حياة ذويهم إلى مائة عام، بموجب قرار من حكومة أقلية، رئيسها ملاحق أمام القانون، وأعضاؤها مجموعة من المرضى.

حتى بريطانيا، أم الديمقراطية وأستاذة القانون، تبعت المستر بايدن منذ اللحظة الأولى، وعلى وجه السرعة، قبل وصول القضية إلى مجلس العموم. لذلك لم تكن هناك أي مفاجأة في تجاهل مجموعة الممانعة لفكرة الوقوف على خاطر شعوبها في ساعة المصير. للمرة الخامسة أو العاشرة، رأى جنوب لبنان نفسه فجأة بين الشهادة والحياة. ورأى «حماس» تجنّد المقاتلين في أرضه من دون اطلاع أهله على الأمر. وهجر نحو 50 ألف جنوبي بيوتهم إلى الشمال، كأنما في روتين معهود، أو مألوف. وبسبب حالة الانقسام والغياب، وازدراء الدولة التي لا وجود لها أصلاً، يعيش لبنان برمّته في شلل كلّي. وقد اعتاد أهله نغمة النهاية، وتهديدات نتنياهو بالعدم، وأقصى ما يستطيعون فعله هو توسل «حماس» ألَّا تتهمهم بالخيانة والتقصير.

ليس مهماً ماذا تريد أكثرية اللبنانيين. فهي غير قادرة أصلاً، هي وديمقراطيتها ودستورها، على انتخاب رئيس للجمهورية، أو إجراء تشكيلات عسكرية.

الديمقراطية البالية هنا، ليست أسوأ حالاً من أحوالها في بلدانها الأصلية. وأدّت حرب غزة، فيما أدت، آخر المظاهر الديمقراطية في العالم. ولسويسرا أن تقطع ما تشاء من أشجار. شعوب بأكملها تقتلع من جذورها والملايين في العراء، والكونغرس الأميركي لديه قضية واحدة: معاقبة النائبة الفلسطينية الأصل رشيدة طليب، لأنها انتقدت الجريمة في غزة. وكونغرس الحريات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفول الديمقراطية أفول الديمقراطية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:12 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف يكشف حقيقة استقالة كارتيرون

GMT 09:06 2021 الإثنين ,09 آب / أغسطس

ارتفاع صادرات مصر من منتجات البترول

GMT 17:02 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

محافظ بورسعيد يتابع بدء تفعيل خطة التعليم عن بعد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon