توقيت القاهرة المحلي 04:42:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولي الألق

  مصر اليوم -

ولي الألق

بقلم - سمير عطا الله

عادت بريطانيا إلى الحياة العادية بعدما عاشت أياماً غير عادية لم تعرف مثلها في زمن السلم. والغريب أن أهم خدمة قدمتها الملكة لبلدها في يوم واحد من غيابها كانت تقريباً في حجم 70 عاماً مما قدمته لشعبها وللتاج. عرض لا مثيل له في أساطير الألق. خصوم بريطانيا نسوا خصوماتهم، وأصدقاؤها ازدادت صداقتهم عمقاً، والمحايدون سحرهم واجتذبهم التنظيم المذهل.
لو دفعت بريطانيا كل كنوزها لما استطاعت أن تؤمن مثل هذه الصورة الدعائية. ما من شاشة تلفزيونية حول الأرض إلا وكانت تبث في لحظة واحدة مشاهد الوداع. كانت بريطانيا أم الثورة الصناعية. لكنها خسرت الإمبراطورية وخسرت معها سمعتها الصناعية، فباعت الشركات التي تمثل مجدها مثل «الرولز رويس» (إلى الألمان) و«الجاكوار» (إلى الهنود). وفي يوم الجنازة قدمت «رولز رويس» عرضاً لسياراتها لم يشهد مثله في العالم. وقدم البريطانيون جميعاً، عرضاً أكثر دقة من الآلات.
كل المآخذ على بريطانيا في الأيام العادية، اختفت وراء مشاهد الإبداع والمواكب الرائعة، في هذه الأيام الاستثنائية. تلك المرأة الصامتة التي تلقي كلمة واحدة في العام، من دون جماهير، خرجت وراء نعشها الجماهير بالملايين. ربما كانت جنازة غاندي في هذا الحجم (مليونا إنسان)، أو جنازة فيكتور هيغو (مليونان إلى ثلاثة).
غريبة أقدار البشر. أيضاً جنازة الأميرة ديانا كانت في هذه الضخامة. ولم يستطع أحد إلا أن يتذكرها. ومعظم الذين ساروا في وداع ديانا كانوا ضد الملكة والملكية، ويتعاطفون مع الأميرة الشابة في خلافها مع زوجها. في جنازة إليزابيث كانت الملكية في أبهى وأحب صورة لها منذ العصر الفيكتوري. كأنما الجموع جاءت تعتذر عما بدا منها من عدائيات خلال حقبة تشارلز وديانا.
ماذا عن تشارلز الثالث، هل سوف يستطيع ملء الفراغ بعد الملكة؟ المقارنة ليست عادلة. تلك مرحلة وهذه مرحلة، ولو أن التاج واحد. ويتراءى لي أن الأمير ويليام ولي العهد، سوف يتولى مهمة الحفاظ على صورة الألق الملكي، والحرص على علاقة العرش مع الناس. وكذلك على علاقة العرش مع العالم. مهمة مضنية وإرث جميل. في هدوئها الأسطوري وصوتها الخفيض، أعادت الملكة إلى المملكة لقب العظمى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولي الألق ولي الألق



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon