توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

همجيات واحدة

  مصر اليوم -

همجيات واحدة

بقلم:سمير عطا الله

في العادة تستغرب الناس أن يقع في العالم الأول ما يحدث في العالم الثالث. الآن فوجئ الناس باقتحام البرازيليين لمبنى الرئاسة والكونغرس، كما حاول مناصرو دونالد ترمب اقتحام الكونغرس. الفارق أن أهل العالم الأول كانوا أكثر شراسة وهمجية. أما السبب فكان واحداً: رفض نتائج الانتخاب لأنها هذه المرة لم تتفق مع الرغبات.

رفض الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو فوز لويز إيناسيو لولا دا سيلفا (لولا)، مع أن الرجل دخل تاريخ البلاد كأول رجل يُنتخب رئيساً ثلاث مرات. ويعتبر لولا سياسياً أسطورياً ليس في بلاده فحسب، بل بين رؤساء العالم. لم يتعلم الرجل القراءة إلا وهو في العاشرة. ومذ كان في الثامنة عمل «بياع شوارع» وماسح أحذية، ثم أصبح عاملاً في مصنع مسامير في ساو باولو. وفي هذه المرحلة تعرف إلى الحركة النقابية وانضم إليها. وحين بلغ التاسعة عشر عاماً خسر خنصره الأيسر أثناء العمل، مما زاد في حماسه للعمل النقابي، الذي كان طريقه إلى العمل السياسي منذ بداية الثمانينات، وإلى معارضة الديكتاتورية العسكرية. غير أن عهود لولا اتسمت بالفساد وحكم عليه بالسجن برغم نجاحه في خفض البطالة ونسبة الفقراء وتحديث الاقتصاد. وكان مشروعه الأساسي «إلغاء الجوع»، ولذا مد العائلات الفقيرة بالمساعدات المالية البسيطة، وأقام المشاريع الإسكانية. وفي ولايته الأولى وحدها انخفضت نسبة سوء التغذية عند الأطفال 46 في المائة.
في ولايته الأولى أيضاً، منحه برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لقب «بطل العالم في محاربة الجوع». وفي عهده لم تعد البرازيل دولة مدينة للمرة الأولى في تاريخها بعدما كانت من أكثر الأمم ثقلاً بالديون، واحتلت المركز الثامن في اقتصادات العالم.
أعاد البرازيليون انتخاب لولا الشهر الماضي وأخفق بولسونارو في الحصول على ولاية أخرى. أيضاً للمرة الأولى في تاريخ البلاد. ليس اقتحام الريو في أهمية اقتحام واشنطن بالتأكيد. لكن عودة لولا إلى الحكم وهو في السابعة والسبعين من العمر، حدث مفصلي في حياة «القارة» البرازيلية وأميركا اللاتينية برمّتها أيضاً. وأما مشاهد الاقتحام (بدل التظاهر) فمسألة تعني العالم أجمع. مسألة عدم القبول بالقاعدة الأساسية وهو حق الاختيار. وفي خسارة بولسونارو خسارة لحليفيه الأساسيين: أميركا وإسرائيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

همجيات واحدة همجيات واحدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon