توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإمبراطور وبليد الذهن

  مصر اليوم -

الإمبراطور وبليد الذهن

بقلم:سمير عطا الله

كتابة السيرة فن مدهش وعلم قديم. البعض يعيد بداياته إلى البابليين والفراعنة، عندما ظهر أولاً في صيغة المرثيات. وكان للمؤرخين الكبار أعمال مهمة في السيرة مثل عميدهم هيرودوتس وأبي التأريخ اليوناني بلوتارك. ومن كتّاب السِيَر المعاصرين البريطاني ونستون تشرشل والفرنسي أندريه موروا. وعلى نحو ما، كان شكسبير كاتب سيرة أيضاً في مسرحيات مثل «ماكبث» و«الملك لير».
ولم يزدهر هذا النوع من الكتابة الأدبية في التراث العربي. ربما بسبب الخوف من ذِكْر الحقائق حتى بعد مرور زمن طويل على وقوعها. وقد غلب الشعر عند العرب كل فن أدبي آخر، ولذا، تأخر ظهور الرواية عن جميع الشعوب الأخرى. ورغم سيطرة الشعر غاب الملحمي، أو الروائي منه، نسبةً إلى الأنواع الأخرى.
في المقابل أعطت الحضارات الأخرى أولوية لتدوين سيرة الرجال وكتابة التاريخ من خلالها. وترى حجم هذه الأعمال في المكتبات والتماثيل المنتشرة في المدن، سواء لرجال السياسة أو الأدباء والفنانين الذين يمثلون عصورهم ومراحلهم.
هل تروي السيرة كل شيء؟ صدرت ألوف الكتب عن نابليون، وعن شكسبير، وعن الملكة فيكتوريا، وعن هتلر، وعن ليوناردو دافنشي... ولا يزال المؤرخون يبحثون عن «جديد» في سيرهم ونتاجهم. بل لا يزال هناك من يكتب ليشكك في أن بعض تلك الشخصيات قد وُجد حقاً وليس خرافة أو أسطورة أو متخيلاً اختبأ خلفه آخرون.
المشكلة، أو المهم في كتابة السيرة، أن مؤلفها يصل دائماً إلى حكم ما، سواء مباشراً أو من خلال السرد. وغالباً ما يؤثر فينا، موضوعياً، أو متحيزاً. المؤرخ البريطاني بول جونسون كان غزيراً وموضوعياً معاً. وفي ذكرى مرور أربعين عاماً على عدوان السويس ترجمت هنا، على حلقات، روايته للحرب، بوصفها أول عمل بريطاني غير عدائي للعرب عن أحداث القناة.
دائماً أعود إلى بول جونسون (94 عاماً) بسبب دقة التحليل وطرافة الشواهد في مقارنة بين نابليون وجورج واشنطن، يقول إن الأول كان رجلاً عبقرياً وعسكرياً استراتيجياً من الدرجة الأولى، فيما كان واشنطن رجلاً عادياً، وعسكرياً عادياً، وفي الحالتين بليد الذهن. الأول لم يعرف كيف يحافظ على إمبراطوريته، وانتهى منفياً وسجيناً عند أعدائه، والآخر أقام دولة صار عمرها ربع ألفية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمبراطور وبليد الذهن الإمبراطور وبليد الذهن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon