توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة اليابان إلى العسكرة

  مصر اليوم -

عودة اليابان إلى العسكرة

بقلم:سمير عطا الله

دخلت اليابان وألمانيا الحرب العالمية الثانية وهما أشد الدول عدوانية وضراوة، وخرجتا منها أشد هزيمة ونكران للتسلح. وبرغم نجاحهما الاقتصادي الهائل، تعهدتا ألا تقتنيا من السلاح إلا الدفاعي الداخلي. أخطر ما حدث في الآونة الأخيرة أن الدولتين أعلنتا الخروج من «سلمية» العهود الماضية، والعودة إلى سباق التسلّح. ألمانيا بسبب حرب أوكرانيا، واليابان بسبب المد الصيني، والتسالي الصاروخية التي يفجّرها الزعيم المحبوب كيم جون أون صوب اليابان، كلما دعا الأصدقاء إلى حفلة شاي بالأشعة النووية!

كانت النتيجة أن اليابان العائدة إلى الماضي العسكري عادت إلى احتلال المرتبة الثالثة في الصرف على التسلح بعد الولايات المتحدة والصين. وأعلنت ألمانيا صرف 100 مليار دولار إضافية. وأعلنت الدولتان معاً وقوفهما إلى جانب أميركا في الصراع مع الصين.
ذهبت اليابان إلى أبعد «وأخطر» من ذلك، عندما أكدت في مبدئها الاستراتيجي الجديد «الحق في القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود»؛ أي خوض الحروب. وضمن هذا المبدأ صُنّفت الصين «منافساً استراتيجياً»، كما صُنّفت روسيا وكوريا الشمالية في دائرة الخصوم.
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 قالها رئيس وزراء اليابان كيشيدا فوميو بكل وضوح، بعد تفقد عرض للدبابات: «منذ الآن سوف نضع أمامنا جميع الخيارات، بما فيها القوة القادرة على ضرب القواعد المعادية، والاستمرار في تطوير القوة العسكرية اليابانية». أثار هذا البيان بعض الاعتراض في طوكيو المعادية للحرب، لكنه ظل اعتراضاً خجولاً بالنسبة إلى ما كانت عليه المشاعر من قبل في الدولة الوحيدة في العالم، التي عرفت معنى استخدام السلاح النووي.
أخرجت قنبلة هيروشيما اليابان من سياستها العدوانية الاستعمارية من الحرب برمّتها. ومثلها مثل ألمانيا أخذت تعتذر من الدول والشعوب من الكوارث التي تسببت بها، مع العلم أن ألمانيا تلقت في الأشهر الأخيرة للحرب ما يفوق كثيراً حجم الدمار النووي.
عندما أعيد توحيد ألمانيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، خشي كثيرون، من بينهم أميركا وفرنسا، أن تعيد معها العدوانية التي عُرفت عنها في التاريخ. غير أن تاريخ اليابان الاستعماري مع جيرانها وجوارها أسوأ وأكثر فظاعة، خصوصاً بالنسبة إلى كوريا قبل تقسيمها.
تعود تلك المخاوف اليوم بسبب التوتر العائد إلى المنطقة، ونوايا الصين حيال تايوان، ومحاولات كوريا الشمالية الضغط على أميركا للتحاور معها. وكاد ذلك يحدث خلال عهد دونالد ترمب. لكن ثمة من أحبط الحوار بينه وبين جون أون. وهكذا عادت المنطقة برمّتها إلى الحالة البركانية السابقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة اليابان إلى العسكرة عودة اليابان إلى العسكرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon