توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة اليابان إلى العسكرة

  مصر اليوم -

عودة اليابان إلى العسكرة

بقلم:سمير عطا الله

دخلت اليابان وألمانيا الحرب العالمية الثانية وهما أشد الدول عدوانية وضراوة، وخرجتا منها أشد هزيمة ونكران للتسلح. وبرغم نجاحهما الاقتصادي الهائل، تعهدتا ألا تقتنيا من السلاح إلا الدفاعي الداخلي. أخطر ما حدث في الآونة الأخيرة أن الدولتين أعلنتا الخروج من «سلمية» العهود الماضية، والعودة إلى سباق التسلّح. ألمانيا بسبب حرب أوكرانيا، واليابان بسبب المد الصيني، والتسالي الصاروخية التي يفجّرها الزعيم المحبوب كيم جون أون صوب اليابان، كلما دعا الأصدقاء إلى حفلة شاي بالأشعة النووية!

كانت النتيجة أن اليابان العائدة إلى الماضي العسكري عادت إلى احتلال المرتبة الثالثة في الصرف على التسلح بعد الولايات المتحدة والصين. وأعلنت ألمانيا صرف 100 مليار دولار إضافية. وأعلنت الدولتان معاً وقوفهما إلى جانب أميركا في الصراع مع الصين.
ذهبت اليابان إلى أبعد «وأخطر» من ذلك، عندما أكدت في مبدئها الاستراتيجي الجديد «الحق في القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود»؛ أي خوض الحروب. وضمن هذا المبدأ صُنّفت الصين «منافساً استراتيجياً»، كما صُنّفت روسيا وكوريا الشمالية في دائرة الخصوم.
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 قالها رئيس وزراء اليابان كيشيدا فوميو بكل وضوح، بعد تفقد عرض للدبابات: «منذ الآن سوف نضع أمامنا جميع الخيارات، بما فيها القوة القادرة على ضرب القواعد المعادية، والاستمرار في تطوير القوة العسكرية اليابانية». أثار هذا البيان بعض الاعتراض في طوكيو المعادية للحرب، لكنه ظل اعتراضاً خجولاً بالنسبة إلى ما كانت عليه المشاعر من قبل في الدولة الوحيدة في العالم، التي عرفت معنى استخدام السلاح النووي.
أخرجت قنبلة هيروشيما اليابان من سياستها العدوانية الاستعمارية من الحرب برمّتها. ومثلها مثل ألمانيا أخذت تعتذر من الدول والشعوب من الكوارث التي تسببت بها، مع العلم أن ألمانيا تلقت في الأشهر الأخيرة للحرب ما يفوق كثيراً حجم الدمار النووي.
عندما أعيد توحيد ألمانيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، خشي كثيرون، من بينهم أميركا وفرنسا، أن تعيد معها العدوانية التي عُرفت عنها في التاريخ. غير أن تاريخ اليابان الاستعماري مع جيرانها وجوارها أسوأ وأكثر فظاعة، خصوصاً بالنسبة إلى كوريا قبل تقسيمها.
تعود تلك المخاوف اليوم بسبب التوتر العائد إلى المنطقة، ونوايا الصين حيال تايوان، ومحاولات كوريا الشمالية الضغط على أميركا للتحاور معها. وكاد ذلك يحدث خلال عهد دونالد ترمب. لكن ثمة من أحبط الحوار بينه وبين جون أون. وهكذا عادت المنطقة برمّتها إلى الحالة البركانية السابقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة اليابان إلى العسكرة عودة اليابان إلى العسكرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon