توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة: امرأة بين الزعماء

  مصر اليوم -

لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء

بقلم:سمير عطا الله

كانت مارغريت ثاتشر (مواليد 1925) تتحلق مع أفراد عائلتها حول جهاز الراديو للاستماع إلى خطابات رئيس الوزراء وينستون تشرشل، خلال معركة بريطانيا في الحرب العالمية الثانية.
في عام 1979، ورثت تاتشر في بريطانيا قوة إمبريالية سابقة سادتها أجواءٌ من الإذعان المنهك على خلفية خسارتها امتدادها العالمي وتراجع أهميتها الدولية. وقد بثت نبضاً جديداً في بلادها من خلال الإصلاح الاقتصادي والسياسة الخارجية التي قامت على التوازن بين الجرأة والحذر.
استخلص جميع القادة الستة من حرب الثلاثين عاماً بنسختها الثانية استنتاجاتهم الخاصة، بشأن العوامل التي جعلت العالم يضل السبيل، فضلاً عن إدراك حيوي بأنه لا غنى عن القيادة السياسية الجريئة - والطموحة. يذكرنا المؤرخ أندرو روبرتس، بأنه رغم أن الفهم الأكثر شيوعاً لـ«القيادة» يشير ضمناً إلى خير متأصل، القيادة هي في الواقع «محايدة تماماً أخلاقياً لأنها قادرة على أن تقود البشرية إلى لجة الهاوية أو تسير بها إلى المرتفعات التي تغمرها أشعة الشمس. إنها قوة متقلبة من السلطة المرعبة». وينبغي علينا أن نسعى جاهدين لتوجيهها نحو غايات أخلاقية.
معظم القادة ليسوا رؤيويين، بل هم إداريون. في كل مجتمعٍ وعند كل مستوى من مستويات المسؤولية، ثمة حاجة إلى مشرفين يعملون بصورة يومية لتوجيه المؤسسات الموكَلة إلى عنايتهم. لكن في مراحل الأزمات - سواءً كانت حروباً، أو تغييراً تكنولوجياً سريعاً، أو تفككاً اقتصادياً حاداً، أو اضطرابات آيديولوجية - قد تكون إدارة الستاتيكو أخطر المسارات على الإطلاق. في المجتمعات المحظوظة، تشهد مثل هذه الأزمنة بروز قادة تحوليين. ويمكن تصنيف تمايزهم في نوعين مثاليين: رجل الدولة والنبي.
يدرك رجال الدولة الذين يتمتعون ببعد النظر أن مهمتين أساسيتين تقعان على عاتقهم. الأولى هي صون مجتمعهم من خلال التحكم في الظروف بدلاً من الخضوع لها. يتبنى هؤلاء القادة التغيير والتقدم، فيما يحرصون على احتفاظ مجتمعاتهم بإدراكها الأساسي لخصائصها عن طريق التطوير الذي يشجعونه داخل هذه المجتمعات. والمهمة الثانية هي ضبط الرؤية عبر اقترائها بالحذر، مع توليد انطباع بأن هناك حدوداً. يتحمل هؤلاء القادة المسؤولية ليس فقط عن أفضل النتائج، إنما أيضاً عن أسوأها. ويكونون عادة مدركين للآمال العظيمة الكثيرة التي تبددت، والنيات الطيبة الوافرة التي لم تتحقق. ويدركون أيضاً أن الأنانية وجوع السلطة والعنف صفاتٌ بشرية ثابتة ومعاندة. في ذلك التعريف للقيادة، ينزع رجال الدولة إلى التحوط من إمكانية أنه حتى الخطط الأفضل إعداداً قد يكون مصيرها الإخفاق، أو أن الصياغة الأكثر بلاغة ربما تحجب دوافع خفية. ويميلون إلى الارتياب في مَن يشخصنون السياسة، لأن التاريخ يعلمنا أن هشاشة الهيكليات رهنٌ بالأفراد إلى حد كبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon