توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوت الصباح

  مصر اليوم -

صوت الصباح

بقلم - سمير عطا الله

كتب الدكتور حسن مَدَن، زميل الصفحة الأخيرة في «الخليج»، أنه يصغي إلى أغاني فيروز صباح كل يوم على إحدى الإذاعات المحلية في البحرين. وأورد مقتطفات من نصوص تلك الأغاني، وأكثرها بالمحكية اللبنانية ومن تأليف الأخوين رحباني وألحانهما.

وإن لفي الثلاثة سحراً: المؤلفان الملحنان، وحنجرة الزمان، وأتساءل دائماً: كيف يفهم سمّاع فيروز، مشرقاً ومغرباً، اللهجة اللبنانية؟ ثم أتذكر ما قاله لي الكاتب أمين هويدي: «ليس مهماً أن تفهم كل فيروز. ما تفهمه يكفي، وما لا تفهمه جزء من السحر».

التساؤل الآخر: لماذا تُسمع فيروز فقط في الصباح؟ لماذا لا تتلاءم مع أمزجة المساء والليل؟ والجواب: لا أدري. كما لا أدري لماذا ارتبط غناء أم كلثوم بالليل وبالسَّحَر، وكذلك أغاني محمد عبد الوهاب و«عندما يأتي المساء ونجوم الليل تظهر».

حيثما أكون في العالم العربي أعرف أنني في الصباح سوف أستمع من الإذاعات إلى صوت فيروز. وكنت أعتقد أن طبقة المستمعين من ربات البيوت وعشاق الصبح والـ«F.M»، لكن لم يخطر لي أنها تشمل أيضاً كتّاب الأعمدة، وذواقة الشعر الرحباني، الذي يفوق كثيراً الشعر العامي المعروف بـ«الزجل»، وبعضه منفر وأقرب إلى السخافة ورتابة العقول. انتشل الأخوان الرحباني الشعر العامي والفصيح من الضحالة التي ضربته. ارتقيا بالعامي إلى مستوى الشعر، وطهّرا الفصيح من بلادة النظم. وتولت فيروز رفع الاثنين إلى الغمام.

بعدها دخلنا عصر «الكليبات». وله جمهوره. وله نجومه. كما له أجياله. لكن ليس له صوت يجمع الناس خلفه من المغرب إلى جبيل. وليس له لغة شعرية موحدة. وليس له عظمة الصوت القادر على الاستغناء عن الصورة من دون أن يفقد جاذبيته. العصر الجديد خالٍ من الإبداع الذي يجتذب أمين هويدي وحسن مَدن في إدمان يومي واحد. وعندما احتفلت فيروز بعيدها الثامن والثمانين قبل أسابيع، بدا أنها لن تسلم التاج إلى أحد. المسألة ليست بهذه البساطة؛ لأن هذه المرتبة من الفن ليست صوتاً فقط. أم كلثوم كانت أيضاً أحمد رامي ورياض السنباطي وبليغ حمدي وإبراهيم ناجي. وفيروز هي أيضاً شعر وموسيقى الرحابنة. وحتى من كتب ولحن لها من خارج «العائلة» اندمج في سحرها، بحيث لم يعد أحد ينتبه إلى ألحان فيلمون وهبي أو روائع جوزيف حرب. وقد بقيت سنوات أستمع إلى شعره وأنا أعتقد أنه تطور رحباني أخّاذ. فمن يسأل عن المؤلف والملحن إذا كانت المؤدية فيروز؟

الدكتور مَدَن نموذج من البحرين، بمعنى سنه وثقافته ومناخه الاجتماعي. وحتماً هناك مثال آخر في الجزائر أو مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت الصباح صوت الصباح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon