توقيت القاهرة المحلي 07:27:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفقر ليس تعاسة

  مصر اليوم -

الفقر ليس تعاسة

بقلم - سمير عطا الله

يريد الأمين العام الدكتور أحمد أبو الغيط، إبداء الملاحظات على زاويتين: الأولى، على تصريح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بأن 25 ألف طفل وامرأة قُتلوا في غزة حتى الآن. يقول: هذه وحشية الغرب. وحشية الجماعة التي تقاتلت في حربين عالميتين. أميركا ترسل مساعدات غذائية إلى غزة بيد، وترسل الأسلحة إلى إسرائيل بيد أخرى.

أقاطع رئيس الدبلوماسية العربية: هل هذا الكلام للنشر؟ وهل هو جديد؟ هذا رأي الأمين العام في سياسات الغرب وسلوكه منذ سنوات طويلة، لكن في أي حال، ليس هذا سبب الاتصال. السبب مقال آخر عن فيلم رأفت الميهي «الأفوكاتو». ففي الحديث عن صور الميهي الرائعة قلت إنه يرسم المدينة المصرية «التعسة» بروعة محزنة. خطأ. مافيش حاجة في مصر اسمها مدينة «تعسة». آه، هناك مدينة فقيرة معوزة. لكن «تعسة»؟ مافيش.

يقول الأمين العام مصححاً هذا الخطأ الكبير في حق مصر: «أنا من سكان الريف. وعندما أعود إلى منزلي أشاهد في القرى أعراساً، وأسمع صخباً واحتفالات وجلبة وغناء وموسيقى وزفّات، وأرى أضواء ساطعة لا يضيئها إلا الحمقى في بلد يعاني مشكلات الطاقة».

يحق لك، ربما، أن تقول إن المصري فقير، أما أن تقول إنه «تعس»، خصوصاً وأنت المحبِّر الذي قال الدكتور مصطفى الفقي إنك تعرف مصر أكثر من المصريين.

حاولتُ أن أشرح لسعادة الأمين العام أن التعاسة مجرد وصف شائع يُستخدم للتشديد على حالة معينة. وقال إنه يعرف ذلك تماماً، وينطبق على سائر شعوب الأرض... إلا مصر. لقد عثرتْ مصر على الدعابة والضحكة، والابتسامة في ذروة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل في حالات الحرب والكفاح. الفقر فقر، أما التعاسة فهي استسلام، خضوع، جهل بالتحايل على ظلم الحياة ومرارتها. لا يا سيد. مصر تغنّي وترقص وتضحك وتتحايل على الفقر بالكشري، والطعمية، وشم النسيم، وشكوكو، وعادل إمام، وفوق ذلك كله آخر نكتة، وشعبولا يحب عمرو موسى ويكره إسرائيل.

تعسة؟ مصر تعسة؟ توقف أمين عام الجامعة أمام فظاعتين: الأولى التوحش الغربي في غزة، والأخرى الخلط بين الفقر والتعاسة في مصر. أغبط المصريين على أشياء كثيرة، أولها مصر، والنيل على معظم ضفافه، ويوسف إدريس، وأحمد بهاء الدين، وتحية كاريوكا، والمعادي، وكتاب وناشر «المصري اليوم»، وغروبي، والإسكندرية، والفيوم التي دلَّني عليها الرائع محمد الشارخ، اللهم ترأف به وبأمثاله من الرواد.

لا تمر فترة إلا وأتعلم من الأمين العام شيئاً. غالباً في أواخر الكتب أو أوائل المراجع. هذه المرة كان الدرس في الوجود: الفرق بين الفقر والتعاسة، المصري أقوى من فقره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقر ليس تعاسة الفقر ليس تعاسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon