توقيت القاهرة المحلي 02:35:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفقر ليس تعاسة

  مصر اليوم -

الفقر ليس تعاسة

بقلم - سمير عطا الله

يريد الأمين العام الدكتور أحمد أبو الغيط، إبداء الملاحظات على زاويتين: الأولى، على تصريح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بأن 25 ألف طفل وامرأة قُتلوا في غزة حتى الآن. يقول: هذه وحشية الغرب. وحشية الجماعة التي تقاتلت في حربين عالميتين. أميركا ترسل مساعدات غذائية إلى غزة بيد، وترسل الأسلحة إلى إسرائيل بيد أخرى.

أقاطع رئيس الدبلوماسية العربية: هل هذا الكلام للنشر؟ وهل هو جديد؟ هذا رأي الأمين العام في سياسات الغرب وسلوكه منذ سنوات طويلة، لكن في أي حال، ليس هذا سبب الاتصال. السبب مقال آخر عن فيلم رأفت الميهي «الأفوكاتو». ففي الحديث عن صور الميهي الرائعة قلت إنه يرسم المدينة المصرية «التعسة» بروعة محزنة. خطأ. مافيش حاجة في مصر اسمها مدينة «تعسة». آه، هناك مدينة فقيرة معوزة. لكن «تعسة»؟ مافيش.

يقول الأمين العام مصححاً هذا الخطأ الكبير في حق مصر: «أنا من سكان الريف. وعندما أعود إلى منزلي أشاهد في القرى أعراساً، وأسمع صخباً واحتفالات وجلبة وغناء وموسيقى وزفّات، وأرى أضواء ساطعة لا يضيئها إلا الحمقى في بلد يعاني مشكلات الطاقة».

يحق لك، ربما، أن تقول إن المصري فقير، أما أن تقول إنه «تعس»، خصوصاً وأنت المحبِّر الذي قال الدكتور مصطفى الفقي إنك تعرف مصر أكثر من المصريين.

حاولتُ أن أشرح لسعادة الأمين العام أن التعاسة مجرد وصف شائع يُستخدم للتشديد على حالة معينة. وقال إنه يعرف ذلك تماماً، وينطبق على سائر شعوب الأرض... إلا مصر. لقد عثرتْ مصر على الدعابة والضحكة، والابتسامة في ذروة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل في حالات الحرب والكفاح. الفقر فقر، أما التعاسة فهي استسلام، خضوع، جهل بالتحايل على ظلم الحياة ومرارتها. لا يا سيد. مصر تغنّي وترقص وتضحك وتتحايل على الفقر بالكشري، والطعمية، وشم النسيم، وشكوكو، وعادل إمام، وفوق ذلك كله آخر نكتة، وشعبولا يحب عمرو موسى ويكره إسرائيل.

تعسة؟ مصر تعسة؟ توقف أمين عام الجامعة أمام فظاعتين: الأولى التوحش الغربي في غزة، والأخرى الخلط بين الفقر والتعاسة في مصر. أغبط المصريين على أشياء كثيرة، أولها مصر، والنيل على معظم ضفافه، ويوسف إدريس، وأحمد بهاء الدين، وتحية كاريوكا، والمعادي، وكتاب وناشر «المصري اليوم»، وغروبي، والإسكندرية، والفيوم التي دلَّني عليها الرائع محمد الشارخ، اللهم ترأف به وبأمثاله من الرواد.

لا تمر فترة إلا وأتعلم من الأمين العام شيئاً. غالباً في أواخر الكتب أو أوائل المراجع. هذه المرة كان الدرس في الوجود: الفرق بين الفقر والتعاسة، المصري أقوى من فقره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقر ليس تعاسة الفقر ليس تعاسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon