توقيت القاهرة المحلي 07:12:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكبير والكثير

  مصر اليوم -

الكبير والكثير

بقلم - سمير عطا الله

ترك إحسان عبد القدوس للأدب المصري «ستين كتاباً»، وستمائة قصة قصيرة، وآلاف المقالات الأخرى. وترك نجيب محفوظ ثلاثين رواية. كلاهما اعتمد المذهب الواقعي في الأدب وفي السياسة. وكلاهما بدأ في المرحلة الملكيّة واستمرّ في المرحلة الجمهورية. غاص محفوظ في مصر القديمة وأزقّتها وحكاياتها، كما ذهب إلى التراث الفرعوني، ليرسم لمصر «لوحة» متكاملة، مازجاً بين نيلها وترابها، بين الباشا والفلّاح، المعذّب والبطل. بقي إحسان في مصر الحديثة وأشيائها العادية الصغيرة، وطاف في هموم شبابها. والأهمّ أنّه حاول إرضاء شابّاتها، بالوقوف إلى جانب مشاغلهنّ وقضاياهنّ، إلّا أنّه تجاوز قليلاً «الحياة المصريّة المحافظة»، ورأى أنّه يمثّل الحداثة في النفوس، وأنّ العصر لا يمكن أن يتوقّف عند مصر القديمة وحياتها الاجتماعية، المتوسّطة أو الثريّة منها.

أسهمت السينما إلى حدّ بعيد في صناعة الشُّهرتين. وكانت القاهرة تبرق بالملصقات الملوّنة التي تنشر على الجدران: جمال نادية لطفي، وسحر لبنى عبد العزيز، ودلال زبيدة ثروت. بيد أنّ الفارق ظلّ «واضحاً» بين صورة الرجلين لدى جمهور الأدب والفنّ. لم يستطع إحسان أن ينحت لنفسه صورة الفكر النافذ، «أدباً» أو سياسةً. ولم يستطع أن يجتذب إليه التقدير الذي أحاط الناس به الرجل الذي سيحصل على نوبل الآداب ذات يوم. من جميع أعمال إحسان، تُرجم كتاب أو اثنان. أمّا أعمال محفوظ فنُقلت إلى ما يزيد على أربعين لغة من اللغات الرئيسية في العالم. طبعاً «لعب الفوز بنوبل دوراً أساسياً» في الانتشار العالمي، ولكن ثمّة شعور في أوساط النقّاد بأنّ أعمال إحسان لا تستحقّ الترجمة الواسعة، مع نوبل أو من دونها.

هل الترجمة مقياس للقيمة الأدبيّة؟ «ليس دائماً» ولكنّها مؤشّر إضافي. ولا بدّ من القول إن حركة الترجمة في زمن إحسان كانت محدودة جدّاً. وكانت السياسة تلعب دوراً «مهماً» في التعاطف مع الأدب المصري أو العكس. وخلال المرحلة الناصرية، التي شهدت عجز إحسان الأدبي، كانت مصر تتعرّض لحرب عالمية على جميع الجبهات، «سياسةً» و«أدباً» و«اقتصاداً»، ناهيك بالحروب العسكرية الفعلية. لذلك سارع حمّال التفاهة، إلى القول: إن نوبل أُعطيت لمحفوظ بسبب موقفه المؤيّد لـ«كامب ديفيد»، وبعض أعماله المعادية لعبد الناصر. وكان يتعيّن أن يُمضي وقتاً طويلاً قبل أن يتأكّد للجميع أنّ مكانته الأدبية لا علاقة لها بصناعات الترويج والزّخرفة الفارغة.

دفعني إلى كتابة هذه الخواطر مقال للروائية المصرية ياسمين عطية في مجلة «ميليونز» النخبوية، تحاول فيه إعادة شيء من الاعتبار إلى صاحب «لا أنام» و«أنف وثلاث عيون».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكبير والكثير الكبير والكثير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon