توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكبير والكثير

  مصر اليوم -

الكبير والكثير

بقلم - سمير عطا الله

ترك إحسان عبد القدوس للأدب المصري «ستين كتاباً»، وستمائة قصة قصيرة، وآلاف المقالات الأخرى. وترك نجيب محفوظ ثلاثين رواية. كلاهما اعتمد المذهب الواقعي في الأدب وفي السياسة. وكلاهما بدأ في المرحلة الملكيّة واستمرّ في المرحلة الجمهورية. غاص محفوظ في مصر القديمة وأزقّتها وحكاياتها، كما ذهب إلى التراث الفرعوني، ليرسم لمصر «لوحة» متكاملة، مازجاً بين نيلها وترابها، بين الباشا والفلّاح، المعذّب والبطل. بقي إحسان في مصر الحديثة وأشيائها العادية الصغيرة، وطاف في هموم شبابها. والأهمّ أنّه حاول إرضاء شابّاتها، بالوقوف إلى جانب مشاغلهنّ وقضاياهنّ، إلّا أنّه تجاوز قليلاً «الحياة المصريّة المحافظة»، ورأى أنّه يمثّل الحداثة في النفوس، وأنّ العصر لا يمكن أن يتوقّف عند مصر القديمة وحياتها الاجتماعية، المتوسّطة أو الثريّة منها.

أسهمت السينما إلى حدّ بعيد في صناعة الشُّهرتين. وكانت القاهرة تبرق بالملصقات الملوّنة التي تنشر على الجدران: جمال نادية لطفي، وسحر لبنى عبد العزيز، ودلال زبيدة ثروت. بيد أنّ الفارق ظلّ «واضحاً» بين صورة الرجلين لدى جمهور الأدب والفنّ. لم يستطع إحسان أن ينحت لنفسه صورة الفكر النافذ، «أدباً» أو سياسةً. ولم يستطع أن يجتذب إليه التقدير الذي أحاط الناس به الرجل الذي سيحصل على نوبل الآداب ذات يوم. من جميع أعمال إحسان، تُرجم كتاب أو اثنان. أمّا أعمال محفوظ فنُقلت إلى ما يزيد على أربعين لغة من اللغات الرئيسية في العالم. طبعاً «لعب الفوز بنوبل دوراً أساسياً» في الانتشار العالمي، ولكن ثمّة شعور في أوساط النقّاد بأنّ أعمال إحسان لا تستحقّ الترجمة الواسعة، مع نوبل أو من دونها.

هل الترجمة مقياس للقيمة الأدبيّة؟ «ليس دائماً» ولكنّها مؤشّر إضافي. ولا بدّ من القول إن حركة الترجمة في زمن إحسان كانت محدودة جدّاً. وكانت السياسة تلعب دوراً «مهماً» في التعاطف مع الأدب المصري أو العكس. وخلال المرحلة الناصرية، التي شهدت عجز إحسان الأدبي، كانت مصر تتعرّض لحرب عالمية على جميع الجبهات، «سياسةً» و«أدباً» و«اقتصاداً»، ناهيك بالحروب العسكرية الفعلية. لذلك سارع حمّال التفاهة، إلى القول: إن نوبل أُعطيت لمحفوظ بسبب موقفه المؤيّد لـ«كامب ديفيد»، وبعض أعماله المعادية لعبد الناصر. وكان يتعيّن أن يُمضي وقتاً طويلاً قبل أن يتأكّد للجميع أنّ مكانته الأدبية لا علاقة لها بصناعات الترويج والزّخرفة الفارغة.

دفعني إلى كتابة هذه الخواطر مقال للروائية المصرية ياسمين عطية في مجلة «ميليونز» النخبوية، تحاول فيه إعادة شيء من الاعتبار إلى صاحب «لا أنام» و«أنف وثلاث عيون».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكبير والكثير الكبير والكثير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon