توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جعل الكرة من لون قدمه

  مصر اليوم -

جعل الكرة من لون قدمه

بقلم:سمير عطا الله

كأنما لم يشأ السنيور إدسون أرانتس دي ناسيمنتو، أو «بيليه»، أن يعكّر أجمل مهرجان كروي في التاريخ، فصانعَ في موعد غيابه كما أن يصانع في حضوره العالمي، خطّافاً، هدافاً، متوّجاً بلده «ملك ملوك الكرة».
حيثما حضر طغى. عندما فاز ثلاث مرات بكأس العالم، أصبح لون الكرة أسود. وكذلك لون الفرح. والآن لون الحداد الذي ترتديه البرازيل ثلاثة أيام، وفاءً للرجل الوحيد الذي وضعها على لائحة التاريخ، من دون صراع أو انقلاب أو دماء.
سر بيليه لم يكن قدمه فقط. كان دماغه أيضاً، في كل الملاعب. ووضع أسطورة الرياضة في صناعة الأسطورة الإنسانية، باسماً، متواضعاً، كريماً، سخياً، ماهراً في رسم صورة الإنسان.
سرّه أنه كان لا يكتفي بما يحقق من ذهول ودهشة في الملاعب، بل ما يسخّره أيضاً في سبيل قضاياه. هكذا فعل محمد علي كلاي عندما جعل من قوة قبضته حارساً لأعتاب السود من مواطنيه. هكذا قدم محمد صلاح نفسه على الملعب العالمي، ليس هدافاً ساحراً، بل ساحر يرسل أول جني الفوز إلى فقراء بلدته.
هذا الجانب من الشخصية الرياضية لم يتقنه رفاق بيليه كما فعل، فيما ظل هو ينمّيه حتى اليوم الأخير. وفي مرحلة أصبح وزير شؤون الرياضة، وكاد يوماً يخوض معركة الرئاسة، ولو فعل، لاكتسح. هكذا كان محمد علي كلاي في أميركا، تهفو إليه الجموع كما كانت تهفو وكأنه مارتن لوثر كينغ آخر.
يبتعد معظم نجوم الرياضة عن العمل الاجتماعي أو السياسي، ربما بسبب اختلاف ظروفهم وبلدانهم. ليس من قضية لون أو عِرق لدى كرويف أو بيكنباور أو الأساطير الأخرى. ولن يكون ميسي بيليه آخر، مع أن كرة القدم تكاد تسبق السياسة في أهميتها الجماهيرية، في البلدان الغنية والفقيرة على السواء. وتتصاعد هذه الظاهرة بصورة خاصة في العالم العربي على سبيل المثال. فالشغف الكروي لم يعد حكراً على مصر وحماسيات الأهلي والزمالك، بل انتقل أيضاً إلى السعودية وبقية دول الخليج. ولا شك أن دورة الكأس في قطر تركت أثراً بالغاً في نفوس شباب أهل المنطقة، فيما جمع أداء المنتخب المغربي اهتمام العرب أجمعين.
كانت الوجوه السياسية والأدبية والفنية هي التي تكبر بها الأمم. الآن هي الأقدام العجيبة. ومع تقدم هذه الرياضة التي حوَّلها بيليه إلى فن، تقدم معها كل ما يتعلق بها. وأكثر ما لفتني في دورة قطر تقدم المذيعين العرب الذين يغطون المباريات. مهارة مهنية رائعة، وسرعة تسابق سرعة الكرة نفسها، وعرض دقيق لا يقوم فقط على «هايل» و«يا سلام» و«أحمد شاطها بدماغو».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعل الكرة من لون قدمه جعل الكرة من لون قدمه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon