توقيت القاهرة المحلي 02:22:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة القرية: شهر العباقرة والصقيع

  مصر اليوم -

مفكرة القرية شهر العباقرة والصقيع

بقلم - سمير عطا الله

تتجمّد المياه على أغصان الأشجار العارية مثل أضواء شفافة على ثريا. صقيع يلفّ الأودية والهضاب والأهالي والأعالي. العتم يقصّر النهارات، والشمس تأوي باكراً، مثل الرعيان المتخوفين من عاصفة. الطرق زلّاجة العشب اليابس. السواقي ترسل من بعيد أصوات تجمع الأمطار. الناس في البيوت تخشى أن تظل تهطل إلى أن تجرف ما بنوا من جدران وسدود. تدور الناس داخل البيوت حول نفسها، وحول المواقد وحول جيرار المؤن: رجاء، اترك مطرك عندنا وامض. احمل صقيعك وامض. برد وعتم وأمطار وطوفانات متمردة، صفِرة تجرف في طريقها الأمل بالحصار، وحسابات البيادر.

لا طير على مدّ النظر. الدكان مغلق والساحة خالية تصغي في وجل إلى صفير الريح ولجاجة المطر. العتم يتكثف، مستعيراً من نفسه غابات من الظلام. الليالي تطول والفجر يتأخر. النجوم تتوارى وبريقها يغيب. الهطول مستمر وملح ولجوج. البرق يتكاثر، إنه، مثل المطر، نازل من السماء، طالع من الأرض، تتدفق متفجرة، متدحرجة، متواقعة من الأرجاء والنواحي والأقنية، تتجمع مثل بحر صغير فوق يابسة لا تتسع له.

أجل، لقد حزرت. إنه فبراير (شباط). يخافه الأهل، ويحبه الأبناء لأنه شهر الحكواتية والحكايات. يحتجز الكبار في المنازل ويطالبهم الصغار بحق التسلية، بما قد حفظوا عن آبائهم من قبل. لا شيء جديد، يا بنيّ. اليوم حكاية الزير، وغداً واحدة من كليلة ودمنة. وعندما تفرغ الجعبة من قصص بنات آوى، يبدأ الحكواتيون بالتندّر بحكايات أهل الضيعة. ولكل منهم لقب جديد، أو موروث. الحردون (الضّب)، والواوي (لقب الجبان)، والبسين (أيضاً)، والمقدحجي (كثير السخرية)، والزيلعي.

ومن عضبهم يسمي القرويون الشهر الثاني في الشتاء «شباط اللباط»، لكنهم إذ يخافون غضبه، يستدركون ويدللونه «شباط، لو شبط أو لبط، ريحة الصيف فيه».

يتسلون في لياليه الكالحة. كانوا يقولون عن المختار إنه «فجلة بريّة»، وعندما كبرنا عرفنا أنها بالبرتغالية تعني «ساراماغو»، عائلة حامل نوبل الآداب. خوسيه ساراماغو. وفي البحث عن مادة لهذه الزاوية تبين لي أن لكل بلد كبير أديباً كبيراً من مواليد فبراير (شباط): فيكتور هيغو في فرنسا، وتشارلز ديكنز في بريطانيا، وجون ستانبيك من أميركا، وجيمس جويس في آيرلندا.

إنه شباط في كل مكان. له اسم واحد وبرد وعتم، وقرى ترتعد حول المواقد التي ترمي نارها في الرماد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية شهر العباقرة والصقيع مفكرة القرية شهر العباقرة والصقيع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon