توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رعب الهواتف

  مصر اليوم -

رعب الهواتف

بقلم:سمير عطا الله

كان الجنرال شارل ديغول يمتعض من أشياء كثيرة، أشهرها قصر الإليزيه واستخدام الهاتف. وعندما انتخب رئيساً عام 1958 أراد السكن في قصر قرب غابة فانسين، لكن القصر كان يخضع للتصليحات وغير جاهز، فاضطر إلى السكن في الإليزيه (قصر عسراوي)، الذي لم تكن تطيقه أيضاً زوجته، التي ناداها الفرنسيون «العمة إيفون»، بسبب حياة البساطة التي لم تتخلَّ عنها.

بدل أن يسكن في الدور الأرضي من الإليزيه مثل أسلافه، اختار الدور الأول حيث حركة الموظفين أقل. وعندما تفقد المكان، لاحظ أن الشقة أكثر انشراحاً أيضاً. فوقف في النافذة المطلة على الحديقة ونادى زوجته فرحاً «إيفون، سوف يكون جيراننا البجع والكنارات».

أما كره الهواتف فإن له قصته. كان لا يزال عقيداً آمراً لسلاح الدبابات عندما استدعاه رئيس الوزراء «بلوم» لكي يشرح له ميزات الدبابة الجديدة. وما إن وضع تصميم الدبابة أمامه وبدأ يشرح حتى رنَّ الهاتف. وصار يرن كل خمس دقائق، ورئيس الوزراء يرد على المتصل، ثم يغلق السماعة ويعود إلى ديغول سائلاً: أين كنا؟

عندما أصبح ديغول رئيساً للجمهورية كان بين أوائل القرارات التي اتخذها: يمنع على أي كان الاتصال هاتفياً برئيس الدولة في أي حال من الأحوال، ويسمح بذلك لرئيس الوزراء فقط في الحالات الطارئة. وكان على مكتبه هاتفان، لم يُسمع لهما صوت طوال السنوات العشر، التي قضاها في الإليزيه.

«العمة إيفون» كانت أكثر امتعاضاً من الهاتف. وفي منزلهما الريفي وضعته تحت درج المدخل كي لا يراه. وكانت هي تستخدمه فقط لدعوة أصدقاء القرية، وللتحدث إلى البقالين عندما تطلب أغراضاً للمطبخ. وما عدا ذلك فقد كانت تردد أمام الجميع «إن الهاتف لم يُصنع لكي نروي له قصة حياتنا».

عاش أشهر رجل في فرنسا حياة غاية في البساطة والتقشف. وكما كره فخامات الإليزيه، فإن العمة إيفون أرادت له ألا يخوض معركة الرئاسة بعد الولاية الأولى. كلاهما رأى أن السعادة الحقيقية هي الحياة مع الأحفاد بعيداً عن مناورات باريس والمؤامرات والهرطقات الصغيرة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رعب الهواتف رعب الهواتف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon